عبد الرزاق الرزقي: حُرٔقة الصحفي وحريق الصحافة....

Photo

ما يزعج الصحفي "العيّاش/العادي" ان تحسبه العامّة من "علية القوم" أي ممن ينالون مالا وفيرا ومقابلا ماديا جزيلا، بل لعب الخيال الشعبي دون حدود لجعل "أفقر" صحافي من أصحاب المال والممتلكات، أي يكفي أن تكون "صحفيا" حتى يتم حشرك ضمن دائرة من يمشون فوق المال مشيا...

على العمق الشعبي الجاهل (او غير المهتم) بتفاصيل الجانب المادي من حياة الصحفيين ان يعلم:

أولا: الفارق في الاجر المالي داخل عالم الصحافة مذهل وخيالي، بل غير قابل للتصديق. هناك من ينال/تنال "أجرا" (إن أمكن تسميته كذلك) لا يزيد عن 300 دينار شهريا، دون عقد ودون تغطية اجتماعية ودون ادنى ضمان. على خلاف من لا يرضى بهذا المبلغ يوميا، أو ضعف هذا المبلغ إن لم نقل أضعاف أضعافه يوميا…

ثانيا: مبالغ ضخمة وضخمة جدا تدور في فلك الاعلام والصحافة، ينال منها اصحاب "وسائل الاعلام" النصيب الاكبر، إضافة إلى بعض "آل البيت" (من الصحفيين) الذين هم شركاء/مقاتلون في "مشروع سياسي" يمثل دورهم الاعلامي مجرد "ماعون صنعة" لا غير…

ثالثا: لا حاجة لإحصائيات للجزم أن عدد الصحافيين الذين يعيشون هشاشة اجتماعية في تزايد، بحكم ارتفاع عدد طالبي الشغل وكذلك ارتفاع عدد المشاريع الاعلامية التي تمثل مجرد وسيلة استثراء فاحش ورافعة تموقع سياسي يتم تثمينه بل تطويعه بمقابل طبعا…

رابعا: حين نستثني "اعلام القطاع العام" (نسبيا) وبعض مكاتب القنوات العربية والعالمية، ما تبقى يعيش وضعا هشا أو مهددا في حال انغلاق "حنفية التمويل".

خامسا: لا يمكن بل يستحيل اجراء ادنى اصلاح في قطاع الاعلام دون ذات الاصلاح في قطاع السياسة والأعمال. لان الثالوث " السياسة - الاعلام - الاعمال" مترابط شديد الارتباط ببعضه البعض، مع تأكيد على أن الاعلام يأتي "الضلع الاعوج/الاضعف" لان لا سياسي انتحر ولا رجل اعمال ملك شجاعة الانتحار.....

رحم عبد الرزاق الرزقي وغفر له وحمى الاحياء من زملائه ممن يعيشون مرارة العلقم…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات