وين وصلت الثورة؟

Photo

شهر جانفي هو شهر الاحتجاجات...وهذه السنة تفاقمت الأزمة لهبوط مستوى المعيشة ولتفاقم البطالة وارتفاع مستوى الاحتقان... وحتى اتحاد الشغل بعشرات الآلاف من مناضليه دخل في الصورة...وعبر رسميا عن مساندته للاحتجاجات السلمية العادلة ...وعن تبنيه لمطالب الفئات المهمشة...إضافة إلى منظوريه...وأعلن ضمنيا ان انتخابات 2019 سيكون طرفا فيها ان قررت هياكله ذلك....

وفي نفس الوقت هناك مبادرات شبابية للاحتجاج "دفاعا عن السيادة وعن العدالة الإجتماعية"...من مناضلين متحزبين ومناضلين غير متحزبين... وهناك أيضا مبادرة من ديمقراطيين اجتماعيين تجمعو ليكونو وازنون في أفق انتخابات 2019...وبدأو حملتهم بمطالبة المواطنين بالتسجيل في القوائم الانتخابية…

الخ…

ولكن...الأهداف (حتى لا اتكلم بالاستراتيجيا والتكتيك) غير واضحة....وحتى لا أقول متناقضة... فهناك من سطر نهجه و أصبح يدعو للثورة للتخلص من المنظومة الحاكمة...والهدف الحيني هو اسقاط الحكومة بواسطة الإحتجاجات…

وهناك من يعتبر أنه لا يوجد انتقال ديمقراطي...وان ما حصل في تونس منذ الثورة هو إرساء لمنظومة سياسية فاسدة، تتجدد عن طريق انتخابات شكلية، وان كل من يشارك فيها هو من ظمن تلك المنظومة... وهناك من يساند الاحتجاجات الإجتماعية...ولكنه وضع الانتخابات المقبلة في اولى اهتماماته لتغيير السلطة مع المحافظة على المنظومة التي أرساها الدستور الجديد..

وهناك من يدعو إلى برنامج لإنقاذ تونس...يتحد وراءه كل الوطنيون الذين يؤمنون بالدفاع عن المشروع المجتمعي والمكاسب الإجتماعية...بدون توضيح القوى المدعوة للتحالف من أن أجل ذلك…

وتجد الكثير من أصحاب هذه المواقف المختلفة...حتى لا أقول المتناقضة...يعملون مع بعضهم البعض...وينسقون مع بعضهم في نفس المبادرة السياسية...حول مواقف مبدئية عامة يتفق فيها الجمبع...ولكن بدون تحديد الهدف السياسي...وكأن كل واحد "شيطانو في جيبو"…

ان يتوحد الناس حول نفس المطالب الإجتماعية والديمقراطية ويناضلون جنبا إلى جنب...ويحتجون ضد الحكومة على الواقع الذي أوصلت البلد إليه..فهذا استحقاق محمود...ويجب تعميقه وتطويره …

ولكن يبقى داءما نفس السؤال مطروح...منذ الثورة..كحجرة سيزيف... هل يمكن ان يتكامل كل هؤلاء...ويتواضعو قدام تونس وشعبها ؟ وأن يتحالفو على هدف سياسي ينجزونه مع بعضهم...لتغيير الواقع السياسي والسلطة...وإزاحة ممثلي اليمين منها والحلول محله؟

وإن نعم...فعلى أي برنامج...وضمن أي شكل تنظيمي؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات