ثمانية سنوات مرت على ثورتنا وكم أتفهم وأنا ناشطة سياسية خيبة أمل أبناء بلدي وخاصة خيبة أملهم في السياسيين وهم أول المسؤولين على الوضع الرديء الذي تمر به بلادنا. ولكن علينا أن لا نقع في فخ الارباك الذي يريدنا البعض أن نسقط فيه جميعا.
أول اللوم لا يمكن أن يوجه إلا إلى من يحكم تونس : ائتلاف بدون مخطط، بدون برنامج، أوحتى مجرد رئية. ائتلاف حاكم دمر الوضع الاقتصادي والاجتماعي وغير قادر حتى على ارجاع شعاع بسيط من الأمل للمواطنين. ائتلاف حاكم أثبت أنه غير قادر إلا على الشعارات الزائفة وحماية الفساد والفاسدين ولوبيات المافيا.
من المشروع أن يوجه اللوم كذلك إلى "المعارضة التاريخية والديمقراطية" لأنها لم تقدر بعد أن تتخلص من الانانيات الشخصية وكذلك الحزبية ومن الحسابات والمصالح الضيقة كما أنها لم تقدر على لم شملها حتى تتحول إلى قوة حقيقية وفعالة. لكن علينا أن نفرق بين الأحزاب الديمقراطية والمتمسكة باستكمال البناء الديمقراطي المهدد والبناء المؤسساتي المعطل وتحقيق العدالة الإجتماعية وتلك التي تروم الرجوع بنا إلى الوراء.
الوضع اليوم دقيق وصعب جدا. لكني أقولها بدون لحضة تردد: بعد الثورة خير. الثورة ليست الداء. الداء في عشرات السنين من الديكتاتورية والتهميش.
الثورة ليست الداء بل هي الدواء الذي مكننا من كامل حقوقنا وإذا نريد أن نشفى من سنوات الظلم والقهر والتهميش فعلينا أن نكرس جهودنا في تحقيق أهدافها، على الأقل وفاءا لشهدائها، رحمة الله عليهم.
تخلصنا من الطاغية وسنتخلص بحول الله من نظامه الفاسد وسيتحول وضعنا إلى ما أحسن. ليس لدينا خيار آخر ولن نفقد الأمل في غد أفضل.
واستغل هذه الفرصة وخاصة أمام صمت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي من المفروض أن تقوم بحملات تحسيسية بكامل تراب الجمهوربة كصمت الإعلام لأذكر ب :
- ضرورة التسجيل للتصويت في الانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع تنظيمها في أواخر سنة 2019 قبل أن يفوت أجل التسجيل الذي ينتهي يوم 31 جانفي 2019 كما أدعو خاصة الشباب، وهو الحاضر والمستقبل، إلى عدم التفويت في حقه في اختيار من سيمثله. أكيد أن الشباب يطمح إلى مستقبل أفضل والتغيير لا يكون إلا بعد التسجيل في الانتخابات، أو الترشح، والإقبال على التصويت.
- ضرورة تعيين رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات وتجديد ثلاثة من أعضائها.
- ضرورة تركيز المحكمة الدستورية وبقية الهيئات الدستورية.
تونس مليئة والحمد لله بالكفاءات ولدينا رصيد من الأيادي النظيفة القادرة على مكافحة حقيقية للفساد وعلى القيام بالإصلاحات التي لا بد من القيام بها.
سينتصر الحق والعدل.
المجد لشهداء الثورة ولجميع شهداء الوطن.
الشفاء للجرحى، خفف الله من أوجاعهم وآلامهم وصبر أهلهم.
عاشت تونس حرة وعادلة.