من المفروض أن يتمّ الاستعداد لها والحال انّ المحور الاساسي كان مُعلنا منذ أشهر عديدة، وهو "العولمة في ظل الثورة التكنولوجية 4.0" والقضايا الثانوية المرتبطة به. وهو محور يمكن لتونس ان تصدّر من خلاله امكانتها في مجال الرقمنة والعمل على الاستفادة من سلسلة القيمة العالمية -والسلاسل الاخرى ذات العلاقة- والتموضع في احدى محطاتها أو لبناتها، وذلك :
1- بالاتصال المُسبق بأهم المشاركين -وهذا أساسا عمل الديبلوماسية الخارجية- وبالقائمين على المنتدى بهدف التحدّث في احدى المواضيع المطروحة، وتقديم مُقترحات شراكة على هامشها، تتضمّن مشاريع واقعية وعملية، وتكون منطلقا للعمل الثنائي ابان الملتقى.
2- بتعيين مستشارين وخبراء للعمل المُسبَق على مواضيع التنمية وبيئة الاستثمار والاجراءات المُحفزة لجلب الاستثمار الاجنبي والشراكات الاستراجية، وإعداد خارطة الفرص الاستثمارية في تونس ومزاياها النسبية، وكذلك على أجوبة دقيقة للأسئلة المُحتملة من قِبل الاطراف المقابلة أو الصّحفيين، أو المستثمرين وصُنّاع القرار..
3. بالاستعداد في مجال التواصل بالتركيز على "المصطلحات المفتاح" التي يجب استعمالها في التعبير، والمصطلحات التي يجب تجنّبها. وبقدر ما كانت الانجازات الداخلية متعددة، بقدر ما كانت عملية التواصل سهلة. فهذا الامر سلاح ذو حدّيْن، يأخذ المتكلمَ الى متاهات ولغو، تونس في غنى عنه..
يبدو أن الوفد التونسي لم يأخذ هذا الملتقى على محمل الجد سيما وأن القضايا الداخلية المُستعجلة عديدة: اضرابات، ضياع التلاميذ في الشوارع، اقتحان اجتماعي، هشاشة سياسية، وقد تحتاج الى توظيف القدرات المؤسسية المتاحة للتأطير وايجاد الحلول… فدول اخرى كبرى لم تشارك في المنتدى مثل كندا وامارِكا لاهتمامات داخلية وقد تكون معنيةً اكثر بالمنتدى والمحور الاساسي المذكور اعلاه…