عندما تهجم الشاهد في خطابه على أولئك الذين يقومون بحملة انتخابية سابقة لأوانها، كأنه يريد أن يبقى وحده في الميدان، لأن خطابه جزء من حملته الانتخابية المبكرة ومنها أيضا ما يقوم به تحت أضواء العدسات وتغطية وسائل الإعلام العمومي. حلال عليه حرام عليهم.
وعندما يتهجم في خطابه على من يستعمل الشعبوية، لم ينتبه إلى أن خطابه نفسه نموذج للشعبوية، وحملاته ضد الفساد أو ضد غلاء الأسعار ليست سوى شعبوية، لم نر تأثيرا لها على الواقع. وإلا فما هي نتيجة "الحملة على الفساد" التي بدأها منذ سنتين؟ لا شيء. الشعبوية، حلال عليه حرام عليهم.
وعندما يتحدث عن أصحاب الوعود المزيفة، فإنه لم ينتبه إلى أن الوعود التي يقدمها هو أيضا لا تختلف عنها في منسوب الزيف. فإن كان يعد مثلا بالضغط على الأسعار، فما الذي ينتظره وهو في كرسي الآمر الناهي إن لم يكن ما يقوله مجرد وعود…. حلال عليه حرام عليهم.
بمعنى أن الشاهد يحاول أن يستغبي التونسيين، والتونسيون أذكى من أن يصدقوا ما يقوله. أكثر من ذلك، الشاهد تهجم في خطابه على الذكاء التونسي، بداية ونهاية وما بينهما. بدأ خطابه بالتهجم على الأساتذة الجامعيين وهم من زبدة الذكاء التونسي شاء هو أم أبى، تهجم عليهم في تذكيره بمن قطع عليه زيارته إلى البرلمان، مؤكدا على ضرورة احترام المؤسسات، أوكي، ولكن ما رأيه حين لا تحترم المؤسسات الاتفاقات التي وقعتها مع أولئك الأساتذة.
وأما جوهر الموضوع، فهو ارتفاع الأسعار. الشاهد يعد بأن الأسعار لن ترتفع في رمضان. فهل معنى ذلك أنه هو من كان وراء ارتفاعها حتى الآن، وهو بالتالي يتحمل مسؤولية ذلك؟ فإن لم يكن، فكيف يمكنه أن يعد بما لا يمكنه التحكم فيه لا سابقا ولا لاحقا؟
ختاما، ختم كلمته في نبرة نازلة بقوله "تحيا تونس"، وهو يشعر بأنه يقوم بتمرير اسم حزبه لأذن المستمعين، وذلك على حساب الأحزاب الأخرى المنافسة. وهذا في اعتباره لا يدخل ضمن حملة انتخابية، وهو نوع من التذاكي على التونسيين. حلال عليه حرام عليهم. النتيجة التي نستخلصها مما سمعنا "تعيا تونس".