شعوب عربية في متاهة المعاناة ..و نخب خائفة من الرجل الأبيض ..
أصبح الأمر مثيرا لشعور مفارق بين الاطمئنان و الفزع على حال الأمة . المطمئن أن غزة تواجه منذ سنوات بشكل دوري غطرسة صهيونية تتوهم أنها قادرة على كسر قواعد الاشتباك التي أصبحت قائمة على توازن الردع و في كل مرة و بعد تضحيات أكيدة و مؤلمة دون شك تتمكن المقاومة من ايجاع العدو بقدراتها العظيمة ليجنح مرة أخرى للتسليم بالأمر الواقع وفق شروط المقاومة .
المطمئن هنا هو ترسخ ثقتنا في المقاومة خيارا استراتيجيا ناجحا في اجهاض كل المؤامرات و المناوشات الجزئية و تأكدنا من هذا الخيار الشريف باعتباره متطورا باطراد في انتظار حرب التحرير الشاملة .
لكن المفزع أن العدوان على غزة أصبح أمرا عاديا عند الشعوب العربية لا تتحرك لهم حمية و لا يغادرون شؤونهم و معاناتهم اليومية مهما علا و يعلو صوت القصف الذي أصبح خبرا عاديا على الشاشات العربية يتم ترتيبه أول الأخبار العالمية قبل أخبار الرياضة و الفيتشر و هذا أضعف الايمان ....
الطبقة السياسية و النخب العربية مشغولة بمناكفاتها الخزبوية أو الفكرية المجردة و لم يعد الأمر يثير لديهم حتى رغبة "الركوب" على الحدث لأن الاهتمام بفلسطين و المقاومة أصبح خطرا على مستقبلهم .
لولا المقاومة لمر سكين المشروع الاستعماري المعاصر في جسم الامة مثلما يمر في قطعة الزبدة ..المجد للمقاومة أول الجدران و آخر الجدران ..هي وحدها مشروعنا السياسي و لا مستقبل للأمة إلا بها بعيدا عن كل الاكاذيب الاخرى من كل السرديات..
و الخزي للجبناء بكل أطيافهم .