في بلدتنا .. يوجدُ حزبانِ إثنانْ
الأوّلُ .. مِلْكُ يمينٍ للسّجّانْ
و الثّاني .. يدخلُ في مِلْكِ الإخوانْ
امّا الأوّل .. فَفيه خَدَمٌ للرّومانْ
يزرَعُ شَوْكًا ... يَزْرعُ شَجَرًا للأحزانْ
فيه .. جَوارٍ مَعَ غِلْمانْ
و الكلُّ .. يتغشّاهمْ دَحْـلانْ
وكلُّ الكُلِّ .. يسكرُ من بَولِ خَلْفانْ
و أمّا الثّاني .. فَفيه رَوْحٌ مَعَ رَيْحانْ
وفيهِ .. قِيَمٌ للإنسانْ
و ريحٌ مِنْ عَبَقِ الإيمانْ
يَنْشدُ خيْرًا .. يَنْشُدُ .. عدلا مَعَ إحسانْ
يَزْرَعُ أملًا .. يَزْرَعُ .. وَرْدًا في البُستانْ
و إذا وَزَنَ … يوفي الكَيْلَ و الميزانْ
مَرَّ زمانٌ … و جاء زٓمانْ ..
تخاصَمَ .. و اختلفَ الشّيْخانْ
و قيلَ .. قَد اتّفَقَ الخَصْمانْ
أنْ يحكمَ بينهما شَيْطانْ
فجاء .. إبليس مع الجانْ
و قرّروا: يَنْدمجُ الحزْبانْ !
وقيلَ: هذا قَدَرُ تونِسْتانْ
فقالَ صغيرٌ للثّعبانْ:
لٓعنَ الله طُغاةَ الجانْ !