رأي مختلف في صلاة الاستسقاء…

Photo

هناك الان رأيان ...مختلفان بل متناقضان ...يكشفان اننا شعبان لا يطيقان بعضهما البعض ...ويدلان على اننا بعيدون بعد عن تحمل اختلافاتنا في اليومي المعيش …

المؤمنون بالمعجزة والمؤمنون بالعلم ..

يضم الفريق الاول النهضويين والسلفيين و المسلمين من خارجهم او من يمكن ان نصفهم بالمتعبدين التقليديين...وكثير من الصوفية و المسلمين الذين من خارج هؤلاء جميعا ولهم راي في الدين والايمان وليس لهم تحيز سياسي او حزبي لاي كان ...وهم كثر ..

هؤلاء يومنون بان صلاة محددة بسنن نبوية يمكن ان تكون تواصلا غير مادي ..مع الله مسير الغيث حسب مشيئته الربانية ...ويؤمنون بان احتمال (نعم احتمال لا يقين) الاستجابة كبير ...ويمكنهم ايراد وقائع وشواهد ..تدعم ايمانهم بالمعجزة …

الفريق الثاني يعتمد العلم وعلوم المناخ ويرى ان المطر تفاعلات طبيعية لا علاقة لها بمسير غيبي وبالتالي فان اي طقس تعبدي يستجلبها هو شعوذة او ترهات لا محل لها .

مقدمات الفريقين مختلفة ...ونتائج موقفهما مختلفة ولكن يمكن لجميعهم ان يتمسك بما يراه دون عراك و تحقير ولا تكفير ... وهذه نقطة تماس بين تيارين في الفكر و العمل يمكنهما التعايش...دون حرب.. وهناك مواقف مشابهة يمكن ان يختلفا فيها من نفس المنطلقات …

الملاحظة الاهم في الموقف هو ادخال المفتي في الامر.

المفتي يمثل(نظريا) الدولة الوضعية …المعتمدة على العلم المادي …ودخوله في هذه الاختلاف هو خروج عن قواعد العمل القانوني …المادي الوضعي . كمؤسسة لا كشخص) وعندما تسخره الحكومة ليؤم صلاة (منطلقها المعجزة) فالدولة تصير مؤسسة شعوذة …( لماذا تنظم صلاة واحدة مثلا في كل موسم جفاف ..او صلاة وطنية وليست صلاة جهوية شهرية او فصلية بحسب الحاجة في كل موسم حرث مثلا.

الايمان بالمعجزة )التواصل مع الغيب( ليس من أسس مؤسسات الدولة الوضعية .. ومؤسسة الافتاء لا مكان لها بهذه الصفة …ولا مكانة لها في اي عمل غير وضعي بما يجعلها في الحقيقة مؤسسة زائدة عن النصاب في دولة لائكية )وان كان دستورها ينص على انتماء ديني)..

لكن …

عندما نتذكر بعض التفاصيل نجد ان الزعماء السياسين في مواسمهم الانتخابية يظهرون وجه المؤمن بالغيب واحترام اولياء التعبد فيزورون اضرحتهم ..ويتوسلون بهم لانتصار انتخابي .. بما يجعلهم جزء من الفريق الاول )موسميا ) لكنهم يصيرون لاحقا وضعيين يسخرون من المؤمنين.

وهنا يبدو فريق المؤمنين بالمعجزة اكثرا انسجاما مع افكارهم ..وممارساتهم التي تنطلق من ايمانهم بالغيب …فيما الفريق الثاني متناقض وساخر …واستفزاري

لكن رغم ذلك واذا تم استبعاد مؤسسة الافتاء فانه لا داعي للصراع حول المسالة …
اذ ان عدم السخرية من المؤمنين بالمعجزة يجنب هؤلاء الدفاع عن انفسهم بتكفير العلميين (حتى لا اقول العلمانين).. فاذا صلوا ونزل الغيث لن يضير ذلك من لم يصل …

ونصل الى مرحلة التعايش في الاختلاف ..(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)…هذه هي الديمقراطية في تقديري انها تحمل المختلف …في اليومي المعيش ..و الانصراف عن تصيد التناقضات وبناء سلوكات تحقيرية تنتج سلوكات تكفيرية ….

حتى اللحظة بدا العلميون غير ديمقراطيين …وعليهم …تحمل خطاب التكفير الذي يستفزونه …خاصة اني رايت بعضهم يضع الحصن الحصين في سيارته و يخفي صرة من الكمون الاسود توقيا من العين والحاسدين .

وقد كان عليهم المطالبة بإلغاء مؤسسة الافتاء من جذورها ..لأنها اكبر علامة على دولة دينية .

انا لا اشارك في صلاة الاستسقاء لسسب اخر … انها تشعرني بان العلاقة مع الله علاقة منفعة ..واستخدام …تتناقض مع قاعدة الايمان …غير المصلحي …ولذلك لا يضيرني تكفير ولا سخرية…فالله ليس حدادا لدي يصنع السيوف وليس ديوان وادي مجردة…(ولكم سديد النظر والسلام )

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات