منذ اسبوعين وأنا ابحث عن سابقة في الديمقراطيات في العالم لأرى ما اذا تم قبول ترشحات أشخاص لرئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومات بالانتخاب تحوم حولهم شبهات رائجة أو هم من مشاهير الفاسدين أو المتهمين بالفساد إعلاميا أو قضائيا فلم اجد .
ابدا لم اجد اسما واحدا و قد حدث أن ترشح البعض من الأشخاص في فرنسا والبرتغال وبريطانيا فتم ازاحتهم ما أن راجت حولهم شبهات في الاعلام قبل أو أثناء الحملات الانتخابية أو تصدر بيانات عن إدارة الضرائب و الديوانة ..
مع العلم أن السجلات الانتخابية المنشورة تتضمن أسماء الكثير من المترشحين للبرلمانات. وهم من مشاهير الفاسدين أو المتهمين بالفساد .وعدد منهم فازوا من يساعدني؟!
اذا كانت تونس هي التي سبقت كل الديمقراطيات العريقة والحديثة في قبول ترشحات كبار الفاسدين والشعب كله يعرفهم فاسدين رغم أن الاعلام في البلاد أغلبه مختص في تبييضهم تكون تونس بالفعل قد خطت خطوة كبرى في ترسيخ اقدام المافيات الدولية لا ترسيخ القيم الاخلاقية فانا شخصيا لا يمكن لي أن اقبل ما لا يقل عن خمسة اشخاص في قائمة المتزاحمين على ابواب قرطاج ..
انها فضيحة وعلينا أن نتحدث دوما في هذا الموضوع لبناء رأي عام من أجل تغيير القانون الانتخابي ومنع أي كان تحوم حوله الشبهات . .ولا يمكن أن يترشح إلا الذين تخلو ملفاتهم القضائية والإدارية والضرائبية والديوانية من الشبهات والتهم كما لا يمكن قبول من تولى الإعلام بالبحث في تاريخه فتأكد له أنه مارس الفساد في فترة ما من حياته كما لا يمكن قبول أشخاص للترشح اذا كان الشارع يعرف ممارساته الحقيقية وأخلاقياته التي لا يعرفها إلا تجواله والمؤسسات التي عمل فيها أو أسسها ..
قد يقول البعض هذا الشخص النظيف الذي نبحث عنه غير موجود . لا . هو موجود المهم أن نمنع الفاسدين والمتهمين بالفساد أو هم من مشاهير الفاسدين والقضاء لم يحكم عليه أو الأمن لم يفتح عنه ملفا.
لا بد أن يكون الشخص المترشح من الشخصيات المرموقة المعروفة بالسمعة الطيبة والأخلاق العالية ...لان مؤسسة الرئاسة من المفروض أن يصدر عنها ما ينمي البلاد حضاريا وثقافيا وتربويا ويوسع سمعتها في العالم ..وتبقى المسائل الاقتصادية والعسكرية والأمنية من مشمولاته بإحاطة نفسه بخيرة المختصين والخبراء. لا أن يكون انتداب المستشارين نتيجة صفقات سياسية أو لأنهم أفراد من العائلة كما كان شأن الباجي قائد السبسي..
اذن اعيد السؤال من يساعدني على تقديم اسماء من فاسدين معروفين أصبحوا رؤساء . قلت من الديمقراطيات لا من الانقلابيين .. لا اريد معلومات عن الانتخابات في أمريكا اللاتينية التي كانت دوما انتخابات مشبوهة وان كانت بعض دولها اصبحت في السنوات العشر الأخيرة تعرف انتخابات راقية بعيدا عن المافيات وعصابات المخدرات والأسلحة .