حطّمت الهوامش منظومة أهملتها و احتقرتها…

Photo

نتائج انتخابات الامس عكست تصويتا ضد منظومة 2014 التي ارتهنت مستقبل البلد باسم التوافق و فتحت الباب امام إفقار اجزاء واسعة من الشعب. صارت السياسة في نظر الكثيرين رديفا للسمسرة و الفساد و ارتهان مقدرات البلاد.

فهم القروي و هو الآتي من قلب المنظومة ان موجة الغضب عاتية فركبها و استثمر في خطاب "الزواولة " و صار الناطق باسمهم . شخص من قلب ماكينة الحكم، احد مهندسي النداء و أعمدته انقلب على وضع ساهم في صناعته و قلب الطاولة على نخب استنزفت بعضها البعض في صراع المواقع و النفوذ.

قيس سعيّد القادم من خارج منظومة الحكم و من خارج النخب السياسية التقليدية استفاد من حالة الغضب ليكون التعبيرة الغاضبة لناخبين جدد شباب في معظمهم لا يَرَوْن في منظومة 2014 إلا ماكينة لاقصاءهم. يعرفون انه لا مكان لهم في منظومة نخرها الفساد و المحسوبية : لا مستقبل و لا امل في الترقي الاجتماعي و لا فرص اقتصادية و لا تعليم ذو جودة . لا حل اما الهجرة و اما العنف و اما قلب الطاولة على الجميع بالصندوق.

يبدو قيس سعيّد اليوم كروباسبيار الراديكالي حاملا لطموح القطع مع نظام الامتيازات و السمسرة و سياسة التحالفات المهادنة و ساعيا الى اخلقة السياسة. لم يصوت الناس للبرامج بل صوتوا لإعادة شيء من الاعتبار و القيمة للسياسة . من لا امل لهم صوتوا لشيء من الأخلاق (سعيّد) او شيء من الاهتمام (القروي). لا يبيع الناس اصواتهم من اجل المقرونة بل مقابل شيء من الاهتمام (هذا لم يفهمه الشاهد) .

حطّمت الهوامش منظومة أهملتها و احتقرتها . و ساعدتها في ذلك معركة كسر العظم التي دارت في قلب السيستام و أدت الى تفجيره من الداخل. تقف النهضة اليوم وسط حطام منظومة خالتها مرنة و أصلب من ان تنهار بهذه السهولة و قد تعيد المنظومة فعلا تنظيم صفوفها لأنها ترى الخطريحدق بها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات