اثنان من الشباب، ممن قتلنا فيهما الأمل في الكرامة، يطلبان التنمية، يرفعان العلم الوطني إلى جانب حائط عازل. بنوه بأنفسهم ليمنع "قطار التنمية" من المرور. صورة تعكس العطالة الذهنية والعملية في أسوء صورها. شباب عاطل وقطار مُعطل وعلم لا يرفرف.
لا أدين الشباب ولا أبكي العلم المُحبط و لا القطار المعطل ولا ألعن الحائط العازل ولكني أسأل نفسي باعتباري إنسان وباعتباري مواطن، كيف أسهمت في الوصول إلى هذه الحالة اليائسة؟
أكيد أن كل منّا له دور ما، كبُر أو صغُر في المآل الذي أصبح عليه وضعنا وقلت ماذا لو سألنا أنفسنا: كيف يمكن أن نُسهم فعليا في معركة التغلب على هذا الوضع البائس، في إعادة الأمل وصناعة الحياة ؟
من السهل أن نلعن الظلام وأن نحمّل المسؤولية للدولة، للأحزاب أو للمجتمع المدني ولكن بدون الفرد الحر والمسؤول لن تنهض دولة ولن يصلح حال الأحزاب ولن ننجح في معركة التنمية.
ماذا لو قررنا أن نعمل بصمت ونتوقف فترة عن البحث عن مبررات الفشل و يبحث كل منا عن الأسباب التي فيه وليس في غيره، تلك التي تمنعه من أن يكون ايجابيا ويكون فعّالا. لكي لا ينهار السقف السياسي تنادوا إلى التوافق ولكن لا شئ يمنع سقف كل شئ من الانهيار إذا انهارت الأرض من تحت أرجلنا.