باءْ .. غينْ .. لامْ
و إذْ ميّزنا صاحبَ شهادةِ "السّيزيامْ"
فوهبنا له جائزةَ نوبلْ للسّلامْ
و لم يَكُ من قبل يُحسنُ مَسكَ القراطيسِ و الأقلامْ
يا ايّها الرّفاقُ سلامٌ ..
سلامْ انّا أرسلنا لكم "إبن الشّعب" الهُمامْ
و وهبناه فصلَ الخطابِ و الكلامْ
و شَدَدْنا أزره بوسائل الإعلامْ
كما ألقينا عليه مَحبّةً من المادامْ
و جعلنا في صدره غِلّا على الإسلامْ
و كُرها للحلالِ و حُبّا للحرامْ
و أمرناه بمساندةِ طاغيَةَ الشّامْ
و إذْ قلنا له لا تعمَلْ ... لا في اللّيلِ و لا في النّهارِ و لَوْ في المنامْ
و أَسِّسْ حِزبا للعمّالِ تُحقَّقْ لكَ الأحلامْ
و فصّلنا له أسعارَ الفلفلِ و الطّماطمِ و لَحْم الأغنامْ
و زيّنا له التّحالفَ مع الفلولِ و الأزلامْ
و إمّا يغدُرَنّه العجوزُ "المسْمامْ"
يكون عليه لِزامْ دعوةَ الرّفاقِ للصّدامْ
و لا يتراجعون حتّى يسقطَ النّظامْ
و الخمرُ و الخمّارٌ والرّفيقْ
و ما ذُكِرَ في فلسفةِ الإغريقْ
يابن الشّعب .. و "بِدّه و جوزيفْ" الصّدّيقْ
لقد سقيناكم من خمرٍ مُعتّقٍ عتيقْ
و زيّنا لكم قتْلَ رفيقكم و عدم احترام المواثيقْ
ثمّ أكّلناكم "روزْ " بفاكهةٍ من الموزَمْبيقْ
و سقيناكم ماءً و خمرًا من إبريقْ
فتحالفتم مع العجوز الزّنديقْ
و أسقطتم حكومة الاخوانِ فأصبح سعيهم سحيقْ
ثمّ زيّنا لابن الشّعبِ قطعَ الطّريقْ
عن الهزبرِ ليْثِ المرازيقْ
فأوصى بتعبئةِ الصّناديقْ
وصفّقَ لانتصار العجوزِ تصفيقْ
و لمّا قضى العجوزُ منه وطرا طوّقه تطويقْ
و أجلسه على أكبر الخوازيقْ
و اختار التوافقَ مع الشّيخِ
و كان له التّوفيقْ
فإغتاضَ ابن الشعب و أصابه الضّيقْ
و التحقَ بزقزوقِ الزقازيقْ
و نادى: أنْ أفقْ ايّها الرّفيقْ
خُذْ المطرقةَ و المنجل و التحمْ بالشعب العميقْ
و استعمل الحجارةَ و المنجنيقْ
و الخمرُ و الخمّارُ و الرّفيقْ
لقد وهبنا الرّفاق حبّ الطّحينِ و الدّقيقْ
و علّمناهم فنونَ النِّفَاق و "التنوفيقْ "
فأصبحوا يسوّقونه تسويقْ
يابن الشّعب امضِ إلى الأمامْ
يا قاهرَ الرّجعيّة و الظّلاميّة و الظّلامْ
لتَدخُلنّ مدينةَ "القصرين" و لَتُكثرنّ فيها الخصامْ
ولتنشُرنّ الفوضى على مرِّ الدّوامْ
وَأْمُرْ رفاقكَ بالسّرقةِ و النّهْبِ و قطعِ الطّرُقِ و النَّاسُ نِيامْ