عندما تستمع لجملة الاتهامات التي توجهها الجبهة الشعبية لحركة النهضة في قضية الفقيد شكري بالعيد، يتهيأ لك أن رفع قضية ضد حركة هو من أيسر الأمور و مع ذلك لم يتجرأ أحد من الجبهة الشعبية من القيام بذلك فهل وصل الأمر بالنهضة المتهمة من طرف الجبهة بالضلوع في قتل شكري وبتعطيل القضاء إلى حد الضغط على الجبهة الشعبية لكي لا تقدم قضية ضدها.
إلى أي حد يمكن أن يصل منطق أنت متهم حتى ولو برأك القضاء ولا يكون القضاء عادلا الا إذا أثبت التهم الموجهة مسبقا للنهضة ولكن في المقابل يأتي من يتهم رئيس حركة النهضة بإعطاء أمر اغتيال شكري بالعيد ويتهمه بشكل واضح ومباشر ولا تقوم النهضة بأي إجراء قضائي ضده؟
هل يعني ذلك أن المخططين الحقيقيون غير مجهولين من الطرفين ولكن من المستحيل كشفهم وتوجيه التهمة إليهم و الهدف من هذه الاتهمات المجانية للنهضة وللقضاء مجرد تمهيد للقول بأن قضية شكري بالعيد مثلها مثل كل الإغتيالات السياسية، ملف يستغل سياسيا ولا يحسم قضائيا إلا عندما يغيب عن الوجود كل الفاعلين الحقيقيين.