بدون سابق إنذار انخرطت الاذاعات والتلفزات التونسية في دق طبول الحرب في ليبيا وكانها اصيبت بالصرع فجاة وتم فتح المنابر للضيوف من خبراء السياسة والاستراتيجيا لتناول التداعيات المفترضة لهذه الحرب على تونس…
الكثير من المتابعين انطلت عليهم الحيلة ووقعوا في الخديعة فالوضع الحالي في ليبيا لا يتطلب كل هذا الزخم وكل هذا الفزع المبالغ فيه خاصة وان قوات خليفة حفتر تكبدت هزيمة كبيرة وخسارة معتبرة في الارواح والعتاد وسحبت الاطراف الغربية الثقة فيه ولم يبق له من عزاء الا محور الشر المصري الاماراتي.
ان دق طبول الحرب عن طريق اعلام مرتزق ومأجور مثل الاعلام التونسي له علاقة لمحاولة فرض الحكومة الجديدة المنبثقة من جولات الحوار والتي تلاقي توجسا ومعارضة من عديد الاطراف الليبية وان هذه الحملة الفجئية انما هي حملة تخويفية نفسية لفرض جكومة الامر الواقع.
ان تحرك بعض القطعات البحرية العسكرية مقابل السواحل الليبية انما هي تهديدات سياسية مبطنة للاطراف الليبية الرافضة لمخرجات الحوار واما طلعات الطائرات العسكرية والطائرات بدون طيار فهذه لم تبارح سماء ليبيا منذ سقوط القذافي لمن يواكب جيدا سير الاوضاع الامنية في ليبيا.
زد على ذلك نؤكد ان تحركات ما يسمى داعش ليبيا انما هي تحت السيطرة والمراقبة اللصيقة منذ اكثر من ثلاثة سنوات وان داعش ليبيا ورقة بيد الاستعمار الغربي لتركيع الفصائل المسلحة الرافضة للمشروع الغربي في ليبيا وان الحرب المبرمجة في ليبيا لم يحن وقتها بعد وانما ما اشيع هذه الأيام مجرد كذبة تكتيكية كلف بها الاعلام التونسي لتفهموا درجة انسجام وترابط اصحاب الاجندا المعادية لخيارات الشعوب في المنطقة... وان غدا لناظره قريب.