لقد كان موقف القاضي أحمد الرحموني صادقا وعاريا بدون تملق ولا تزلف وذلك بالتنديد بالتعذيب ممارسة وسلوكا ومنهجا إزاء المتهمين بتهم إرهابية وفي نفس الوقت كان موقف ناجي جلول وزير التربية موقفا متخبطا مهزوزا وهو يحاول تبرير التعذيب الجسدي وإعتباره مسألة عادية ومعمول بها في الجرائم الارهابية …
لقد كان وزير التربية في موقف ضعف وفي وضع هزيمة نفسية وفكرية ولذلك حاول إستفزاز القاضي أحمد الرحموني بعبارات غير لائقة وغير متأدبة لا يمكن أن تعكس إلا المستوى الهزيل والانحطاطي الذي وصل إليه مسؤولي وزارة للتربية كان من المفروض منهم أن يكونوا قدوة و أمثلة للإتباع .
إن إستعمال تهمة تبييض الارهاب ضد القاضي الرحموني وضد كل من يستنكر جرائم التعذيب يعكس عقلية مرضية وموبوءة غرستها دولة الاستقلال من نظامى بورقيبة الى نظام بن علي وهذه العقلية اللانسانية الريضة لا ترى غضاضة في إستباحة الذات البشرية بالتعذيب والاغتصاب والتعدي العنفي مادام سينتج عن ذلك إعترافات قضائية ونسوا أن الاعترافات تحت وطأة التعذيب لا قيمة قانونية لها سواء في التشريع السماوي أو الوضعي .
لقد كان موقف القاضي أحمد الرحموني موقف القاضي الفاضل العادل وهو جدير بهذا الاطراء في حين تقمص وزير التربية دور البوليس الجلاد الذي ينهش جلود ضحاياه نهشا بدون رحمة ولا إكتراث وبذلك سقط وزير التربية سقوطا أخلاقيا مدويا وأثبت أن لا علاقة حقيقية له بالتربية والتعليم و أما شعاراته الفضفاضة بإصلاح مناهج التعليم فهي لا تعدو أن تكون إلا مجرد نكتة أو مزحة سمجة لا ترقى لمستوى الاضحاك .
إن الجلادين بمختلف أنواعهم الاعلامية والثقافية والجامعية يمارسون على الاحرار والشرفاء إرهابا معنويا لغويا رهيبا حتى لا تتسرب حقيقة الاشياء للرأي العام التونسي و حقيقة الاشياء تقول أن أغلب المعتقلين في قضايا إرهابية مورست عليهم أبشع صنوف التضييق و التنكيل والتعذيب وأن أغلب الاعترافات ونصوص المحاضر كتبت وأمضيت تحت القسر والتعذيب وفي ذلك قرينة على براءة المتهمين من تهم الارهاب.
إن الجلادين الذين عنهم نتحدث ليسو بصدد محاربة الارهاب كما يدعون بل هم بهذه الممارسات الحيوانية الوحشية بصدد صناعة محاضن جديدة للإرهاب وإن هؤلاء الذين يمارسون ضدنا الارهاب اللغوي لا يقلون خطرا على الأمن القومي التونسي من إرهاب السلاح ....
يجب علينا أن نعي أن دولة البوليس لن تكون أبدا دولة عدالة وعمران وأن دولة البوليس لا يمكن أن تعيش بدون إرهاب وإن غاب الارهاب خلقته بنفسها لكي تعيش وتجد مبررا لوجودها فلا تخضعوا للإرهاب اللغوي والتخويف فإنهم يتهيؤون لإعادة منظومة البوليس الجلاد من الوزير الى الغفير .......