البرلمان...العاطل
لم يعجبهم المجلس التأسيسي وضربوه بالهاون في مواخير اعلامهم وصحافتهم الصفراء... واستنكر اطفال بورقيبة واحتج مناضلو الشعب الدستورية ولجان التنسيق الذين ظهروا في صورة مجتمع مدني وخبراء واعلاميين وسياسيين كيفية تجاوز المجلس لمدة السنة لكتابة الدستور.. اليوم و بعد سنة من تقلدهم السلطة عاجزون عن اتمام بعض القوانين كقانون المجلس الاعلى للقضاء... ولجانهم عاجزة حتى عن اتمام النصاب القانوني والاجتماع...
حرب كسر الوجوه لحزب الكفاءات والوهرة والكاريزما الذي رهن رئاسة الجمهورية والحكومة... اليوم قسّم وبتر وشلّ مجلس النواب الذي اصبحت مشاكله اكبر واعظم من مشكلة التنمية والتشغيل جعلته عديد المرات يعيد تركيب لجانه وتكتلاته ويغير لجانه ومكتبه وقريبا يغير رئيسه…
انظروا اليوم اليهم اولائك الذين ملّوا تراهات المجلس التأسيسي... تمعنوا فيهم اصحاب الامانة... المؤمنون بالواجب الوطني... العارفون بالصعوبات والظرف الحساس والدقيق... خبراء العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجهابذة القانون وأصحاب المال والمؤسسات... الذين يكفرون بمنطق الترضيات والولاءات... اصحاب المنح التي تفوق عشرة اضعاف الاجر الادنى في تونس... الذين لا يحضرون حتى لتسجيل حضورهم... العاجزون عن اتمام ابسط المهام والأمور.. فما بالك بالمبادرة ورسم المسار.. أو تفعيل مطالب الشباب العاطل وتلبية حاجة سكان المناطق المغبونة التي دفعوا الغالي والنفيس لافتكاك اصواتهم التي لا يملكون غيرها…
حقارة الرافضين للتدخل الاجنبي في ليبيا!
انذل الناس و اقذرهم هم أولائك الذين لطموا الخدود على قطع تونس لعلاقاتها مع سوريا "الشقيقة"...و ذرفوا الدموع على "ابناءنا" هناك...ثم سرعان ما صفقوا للدبابة الروسية المتوحشة و رقصوا على انغام قنابلها و كأن ابناءنا لم يعودوا هناك و سوريا ليست بالشقيقة...و اليوم يرفضون التدخل الاجنبي في ليبيا...و يدقون نواقيس الخطر من مخطط التقسيم و الفوضى و نهب الثروات و تركيع الشعوب تحت مسمى القضاء على داعش...و يصرخون ب"لا" التي تشبه "نعم"…
نعم تونس لا تملك القدرة على رد قضاء تدخل المسؤولين الكبار…
نعم تونس شريك مميز في الناتو و لابد من الالتزام بمواقف و قرارات الناتو…
ثم يبررون قبول القرار و هم المشاركون فيه…ثم يمهدون للقبول بالامر الواقع و الخضوع لموازين القوى…ثم بكل صفاقة يطلبون اغتنام هذه الفرصة للحصول على مساعدات الامم المتحدة و طلب التعويض عن الخسائر الاقتصادية…ثم يتمادون في الصلافة و الحقارة بالترويج لفرصة اثارة قضية الغاء الديون و لما لا الحصول على قطعة من كعكة اعادة الاعمار في ليبيا…