في سابقة فريدة من نوعها جدّت في الجزائر الشقيقة تحديدا، تلقّت وزيرة التربية والتعليم السيدة نوريّة بن غبريط دعوة مفتوحة من قبل مجموعة من الأساتذة والمدرسين لادراج مادّة جديدة في البرنامج المدرسي مع جملة المواد الاجتماعية تحت مسمّى "مادة الأخلاق "، وقد رحّبت الوزيرة بالفكرة وأشادت بها. وستعنى هذه المادة طبعا بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم الواجب اتباعه داخل المدرسة.
سيقع تدريس هذه المادة من طرف أخصائيي علم النفس والاجتماع. ومن المثير أن هذه المادة الجديدة سيكون لها أهمية في احتساب المجموع الدراسي للتلميذ في آخر العام. وجب على كلّ تلميذ أن يتحصّل على عدد محدد من النقاط الممنوحة من طرف الاساتذة المباشرين حتى يتمكن من النجاح و المرور الى الصفّ أو السنة الدراسية الموالية..
يجب علينا فعلا تثمين هذه البادرة الطيبة و المتميزة ولما لا تشجيعها لتعمّ باقي دول المنطقة خاصّة في ظلّ ما نعيشه اليوم من نكبات أخلاقيّة واجتماعيّة وسلوكيّة للشباب العربي وتفسّخ كامل لكلّ القيم النبيلة في مجتمعاتنا أمام طغوة كلّ ماهو مادي وسطحي وتافه في تعاملاتنا تحت دواعي ومسمّيات واهية كالتحضّر والتطوّر والحرّية..
يجب على أبناءنا، هذا الجيل الصاعد الذي يحمل كلّ آمالنا في مستقبل أجمل، أن يدركوا ويستوعبوا أهميّة الاخلاق ويفهموا أن التقدم والرقي لن يتحققا إلا بها كما لا تبنى الأمم الا بالأخلاق "فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.." ولعل ّ اليابان أو "كوكب اليابان " كما يروق للكثيرين وصفه، يكون أفضل شاهد على هذا وأحسن مثال يقتدى به لما يتّصف به اليابانيون من أخلاق عالية ومعاملات راقية بين بعضهم البعض عكس فعلا تطوّرهم التكنولوجي والعلمي على جميع الأصعدة، هذا بعد ما أدرجوا مادّة "سلوكيات أخلاقيّة" في البرنامج المدرسي.