بعد الاستماع لكلمة رئيس الجمهوريّة اليوم في 5دقائق و 30 ثانية حول موقفه من قسم اليمين للوزراء الجدد راجعت بسرعة (حتى لا أتسرع في الحكم) الدليل التدريبي (مؤلف جماعي أشارك فيهَ فريقا من المختصين الدوليين في المجال) و الذي أعتمده في تحليل لغة الخطاب و سبر مواقع الصدق و المناورة فيه لدى المتحدث عموما و المتحدث القيادي خصوصا. (قمت بمرافقة تدريبية coaching لأكثر من 50 شخصية سياسية من أكثر من دولة عربية منذ العام 2015).
السيد الرئيس :
لا زلت أبحث عن دعائم فعلية لأثبت مصِداقيةَ ما نطقت به اليوم من خلال تنقلك السريع و المتأرجح إدراكيا variabilité cognitive s من سياق نحو سياق آخر registre وفي محاولة منك لدفع الآخرين نحو تصديق قولك بالاستعارات و المقارنات الجامعة لأكثر من مدخل (إيماني/أدبي /شعبوي).
الاستاذ قيس سعيد مع حفظ المقام السيادي الذي أخذت شرعيته أمام البرلمان بالقسم الذي" تتدلل" به اليوم على الحكومة :
** لو كنت أستاذا لقبلت بمناوراتك اللغوية.
** لو كنت رئيس حزب… لفهمت تناقضاتك
** لو كنت زعيم طائفة أو مذهب لوجدت مبررا لخطابك المغلّف بالمزيج التسويقي السياسي.
** لكنك رئيس الجمهورية الذي انتخبته و الذي من دوره أن يوحّد لا أن يقسّم و أن يقيم الدليل لا أن يدفع نحو الضبابية و الاتهام بلا إثبات.
لن تنطلي… هكذا قالها أبو الفتح الإسكندري في السلسلة التلفزية لمقامات الهمذاني و أظنك تذكرها كما تذكر ابن القارح لأننا من نفس الجيل و نفس الشعبة التعليمية في الثانوي.
لن أضحك السيد الرئيس و لن أتندر بمفردات خطابك و إن تضمنت تلك العبارة … لأن الموقف لا يستدعي لا الضحك و لا التندر.
البلاد في أزمة صحية رهيبة و شهداء الكورونا فيها بالعشرات يوميا و لا ترحم منك عليهم. و الإرهاب يعود اليوم هكذا ليضرب رجالات تونس و لا ترحم منك عليهم أيضا.
ما يهمك … صار فعلا لا يهمني.
و أعدائك و معاركك تصنعها لنفسك و لا تقنعني بها ليس لعدم جدواها نظريا و لكن لحقيقة صدق النوايا في خوضها.