هو أحد أهم الشعراء والمثقفين الفلسطينيين ..ويمكن أن نعتبره واحدا من أهم الادباء العرب .. هو شاعر مهم اولا..وله أكثر من عشرة دواوين شعرية نذكر ، "الطوفان وإعادة التكوين" عام 1972، وهو اولها وآخرها "أستيقظ كي ترى الحلم" عام 2018وبينهما.
*طال الشتات *وله روايتان لفتت الادباء إليها وهي "رأيت رام الله"، و"ولدت هناك، ولدت هنا". وهو بالفعل من مواليد قرية قريبة جدا من مدينة رام الله التي تتخذها السلطة الفلسطينية عاصمة وقتية لها.. وكانت ولادته عام 1944 أي أنه أغمض العينين نهائيا لمقابلة ربه في السابعة والسبعين من عمره قضاها في خدمة الثقافة الفلسطينية والمساهمة بها بقوة في مقاومة الاستعمار الإستيطاني المغتصب للأرض العربية في فلسطين.. وهو بما كتبه وبما نشره أصبح صوتا ثقافيا مناضلا تقدميا في البلاد العربية وفي العالم.
خرج من بيته في رام الله عام 1963 بعد نيله شهادة الثانوية العامة وارتحل الى القاهرة حيث واصل دراسته الجامعية ونال الاجازة عام 1967 وكان يستعد للعودة الي الأرض.. لكن الحرب العربية الإسرائيلية إندلعت .. وانتهت باحتلال المزيد من الاراضي الفلسطينية.. وأصدرت اسرائيل قرارا بمنع عودة الفلسطينيين الي الأراضي التي احتلتها في هذه الحرب.. فلم يعد الي بيته إذن..
وقد تعرف على الكاتبة المصرية التقدمية الشابة "رضوى عاشور" التي ستصبح مثله من الأصوات الثقافية الثائرة دون جنون العظمة التحريضية فهي في كتاباتها هادئة رغم ان مقالاتها تستبطن ثورة متفجرة كل حين.. فتزوجها عن حب كبير وانجب منها الشاعر الذي يعتبر من أهم الشعراء الفلسطينيين الذين ظهروا في الألفية الثالثة الا وهو تميم البرغوثي..وهو من مواليد 1977 وكانت أمه في قمة مجدها في القاهرة.. بعد أن انهت تعليمها في أمريكا..
وقد تبنت الفكر القومي العربي التقدمي.. و قد صعد نجمها بمقالها الذي فضحت فيه المثقفين المصريين المطبعين سرا.. وانتقدت كل الذين ساندوا رحلة الرئيس أنور السادات الي إسرائيل. عارضا عليها السلام دون أن تقدم اليه اي شيء. وأعلنت من يومها أن السادات سحب الحجرة الأولى لسقوط البناء العربي كله الذي عشناه فعلا.. وقد توفيت حزينة وهي ترى العرب بسبب انظمتهم الفاسدة المرتبطة بالصهيونية تنهد عليهم السماء... وتعيدهم الى الجاهلية.... وقد نشرت عشرات الدراسات والبحوث وتحولت في بالبلدان العربية والأجنبية وشاركت في أهم الندوات والملتقيات التي تبحث في قضايا الأمة.
ولذا لا يستغرب أحد البقاء بين رضوى عاشور ومريد البرغوثي الذي لم يثمر تميم الشاعر بل ايضا مسيرة حافلة من النضال آت الفكرية والأدبية الفاعل في الفكر العربي.. فهل اختار مريد البرغوثي عيد الحب اليوم 14فيفري ليسافر الي رضوى.. ليعلم عليها حبا جديدا في العالم الآخر.. حيث هي الأخرى تنتظره الى أنهى مهامه هنا.... لقد كانت تحبه كما أحبها.. وحبهما كبير زاخر بالعطاء الثقافي.. مع السعادة بينهما تنبثق كل يوم من نجاحهما في التأثير إيجابيا في الناس الذين أحبوا ما كتبا…
وما يجب أن أذكره أن النقاد العرب في فلسطين ولبنان ومصر خاصة ما إن يصدر مريد البرغوثي كتابا من الشعر او السرد يستقبلونه بحماس وكتابات نقدية .
و قد كتب المفكّر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد في مقدمة روايته "رأيت رام الله" إن "كتابة البرغوثي، وبشكل مدهش حقا، كتابة تخلو من المرارة فهو لا يُلقي خُطَبًا تحريضية رنّانة ضد الإسرائيليين لما فعلوه، ولا يحطّ من شأن القيادة الفلسطينية جراء الترتيبات الفاضحة التي وافقت عليها وقبلتها علي الأرض. إنه على حق طبعا عندما يلاحظ أكثر من مرة أن المستوطنات تلطّخ وتشوه المشهد الطبيعي الفلسطيني ذا الانسياب اللطيف والجبلي في الغالب لكن هذا هو كل ما يفعله بالإضافة إلى ملاحظته لحقائق يزعج صانعي السلام المفترَضين أن يتعاملوا معها.. "
وقد حصل الراحل مريد البرغوثي على جائزة فلسطين في الشعر العام 2000… ومن المؤكد أن وفاته خسارة للثقافة العربية التي ولا شك ستحزن عليه وتنزل أعلامها في انتظار مثقف آخر في حجمه يعوضه….
والصور هي لمريد البرغوثي.. قبيل وفاته. وزوجته في شبابها.. والشاعر ابنهما تميم…