حول ما نسب للأستاذ التيمومي ومن نحا نحوه في الإشارة بأوصاف محطة من شرف بعض الأقوام والأعراق والاثنيات، مثل القول بإهداء البربري زوجته أو بنته أو ولده متعة لضيفه بعد إشباعه بقصعة كسكسي: يجب التفريق بين وظيفتين للجامعي: - وظيفة الباحث العلمي. - ووظيفة المثقف.
إن بعض ما نقوله في بحث علمي موجه للمتخصصين في مجال من مجالات العلوم بهدف إظهار حقيقة علمية أو ترجيحها مساعدة على الفهم والتفسير، لا يصلح أن يكون مادة نشر موسع لدى عموم الجمهور.
وليس ذلك ضرورة من باب الضنّ بالعلم على غير أهله أو من باب" إلجام العوام عن علم الكلام" وليس بدافع التشكيك في قلة معرفة ودراية وفهم عموم السامعين، حتى وإن كان هذا واردا في بعض الحالات بحكم الافتقاد للاختصاص أو الدرجة العلمية الممكنة من استيعاب بعض الدقائق واللطائف،
وإنما لأن للمثقف وظيفة تنويرية وقيمية وبيداغوجية ومواطنية تجعله أحيانا "يضع الحقيقة العلمية بين قوسين" أي يعلّق الحكم ويتغاضى عن بعض ما يرجح لديه من "حقائق" لأن أخلاقه تمنعه من القدح في أصل وشرف بعض بني قومه، بغض النظر عن مدى صحة ما يذكر ويشاع من مثالب في ذلك الأصل وما يصحبه من عادات وتقاليد.
فلا يجب أن يؤخذ الأبناء بجريرة الآباء حتى وإن كانت جريرتهم حديثة العهد، فما بالك إذا كانت مما يُتقول عنهم في غابر الأزمان، ولا يُتعلل بحصر ذلك في السابقين، فإن ذلك مما يؤذي من بهم لاحقين. على المثقف أن يركز على البعد القيمي والمواطني التواصلي في خطابه لا أن يكون خطابه عاملا من عوامل التفرقة والعنصرية والوصم اللامواطني.