سبر الآراء استطلاع لاتجاهات التصويت وليس صنع رأي عام بأرقام مزيّفة ونتائج مفبركة لفائدة الحزب الفاشيّ وكسر مسار الديمقراطيّة.
ما تقوم بيه سيغما كونساي من سبر آراء لا يصدّقه أحد. وأوّلهم الزرقوني نفسه. لأنّها نسب مفبركة وأهل الاختصاص بإمكانهم إذا أرادوا أن يتبيّنوا ثغرات تكشف تهافت الزرقونيّات.
ليس هذا المشكل. وحسن الزرقوني لا يهتمّ كثيرا بتكذيب بعض السياسيين أو حتّى الملمّين بالشأن السياسي، ولا يفرح كثيرا بسعادة من يفضّلون عودة الدكتاتوريّة على نجاح خصومهم العقديين. وكان هذا موقفهم في مرحلة النضال ضدّ الاستبداد فاصطفّوا معه وبرروا قمعه وشاركوه في جانب جريمته.
ما يهمّ الزوقوني ومن ورائه هو التالي:
1 ـ تواتر الكذبة وتكرّرها بما يشبه الماتراكاج وقرع انتباه الرأي العام المتواصل (لاحظ القرب الزمني بين سبر وآخر) سيخلق نوعا من "المصداقيّة" ويصبح تقدّم الفاشيّة في الاستطلاعات أشبه بالمسلّمة أمام رأي عام مشغشب وفاقد لكل معنى جامع. فتصبح "كذبة تقدّم الفاشيّة" معنى يلجأ إليه في غياب المعنى (بلوكاج سياسي عبثي في أعلى مؤسسات الدولة يساوي فيه الإعلام الموجه بين الجميع).
2 ـ هذا التزييف الخطير المستمرّ هو جزء من منهجيّة الزرقوني ومشغّله. وتنبني هذه الخطّة على مبدأ: سبر الآراء لصنع الرأي العام وتوجيهه وليس لاستطلاع اتجاهاته الفعلية.
ولتنزيل هذا المبدأ يعمد إلى احترام حقيقة الصندوق عند الخروج من التصويت لتكتسب توقّعاته المصداقيّة المطلوبة. وبين استحقاق انتخابي وآخر يعبث بالمعطيات ليصنع رأي عام هو مكلّف بصنعه معتمدا على تلك المصداقيّة التي اكتسبها استطلاعه عند الخروج من التصويت ليغطّي بها على عبثه بالمعطيات في الفترة الفاصلة بين استحقاقين انتخابيين.
هذا هو عمل الزرقوني و سيغما كونساي الخطير بتوجيه الرأي العام باعتماد التزييف والغش والكذب في سياق لم يُقنَّن فيه اختصاص سبر الآراء بقانون وضوابط مهنيّة وتقنيّة…
هذا لا يقلّ عن إجرام حزب الفاشيّة الذي توفّرت كلّ أسباب حلّه بحكم قضائي بعد خرقه للقانون وعنفه الشامل وبلطجته واستهدافه للدولة والدستور والديمقراطيّة . بل إنّ الزرقوني بما يقدّمه من استطلاعات مزيفة يمثّل أهم رافد للحزب الفاشي…