تصفية الإرهابي السلفي المدخلي محمود الورفلي؛ أشد أذرع حفتر دموية وإجراما، حدث متوقّع في سياق ترتيبات المشهد الإقليمي والدولي الجديد، وفي سياق التسويات الجارية في أكثر من ملف.. الورفلي، وأمثاله، مجرد أدوات للإيجار والمناولة تغيّب حين تنتهي مهمتها وحين يتحول وجودها إلى عبء على أصحاب المصلحة الحقيقيين..
حفتر، نفسه، لم يكن، يوما، رهانا حقيقيا إلا لدى السذج من أمثال "الخبراء" الذين يعج بهم الكنيست الإعلامي في تونس ومن سياسيي الهانة الذين تربوا على إنشائيات "صوت الوطن العربي الكبير صوت اللجان الثورية"..
كل المؤشرات تذهب إلى أن المخابرات المصرية حسمت أمرها، بعد دحر حفتر عن طرابلس بالحديد والنار، في أن يكون عقيلة صالح رجلها في ليبيا في المرحلة القادمة، وأن الترحّم على حفتر سيكون متوقّعا في كل لحظة، وما هرولة الوفود المصرية رفيعة المستوى إلى طرابلس سوى جزء من الترتيبات الاستباقية..
ما يقال عن مقتضيات مرحلة التسويات في ليبيا ينطبق، أيضا، على تونس.. كل ما تشاهدونه من عربدة الفاشيات والشعبويات لن يستمر طويلا.. من المؤكد أن أسلوب التسوية في تونس سيكون سياسيا ومختلفا عن الأسلوب الذي عولج به ملف الورفلي لاختلاف المشهد والسياقات، لكن التسويات ستكون عنوان المرحلة القادمة بقرار إقليمي ودولي وانصياع داخلي، رغم حسابات الراعي الفرنسي والوكيل الخليجي..
التسويات بدأت في ملفات كبرى كالخلاف المصري التركي والحرب في اليمن والحصار الخليجي المصري على قطر والمشروع النووي الإيراني، أما تونس فهي تفصيل صغير لن يستهلك من الرعاة جهدا كبيرا..