قاطَع عيد الثورة وقاطع عيد الاستقلال، وقطع الطريق أمام التحوير الحكومي، وقطع الطريق أمام المحكمة الدستورية... وفي عيد الشهداء يقاطع عيد الشهداء بالسفر إلى "أخيه" الانقلابي والسفاح الذي أجهض الثورة المصرية، وحلّ برلمانها المنتخب، وعزل رئيسها المنتخب ونكّل به وقتله في سجنه، وقتل الآلاف في الساحات والسجون وعذّب أهاليهم،
و"أصدر" مئات الأحكام بالإعدام على معارضيه منها 500 إعدام في قضية واحدة، وخنق الحريات وهجّر الآلاف، وانقلب على داعميه السياسيين وغير السياسيين، وارتد على شركائه في الانقلاب، وضيّق الخناق على غزة، وخان القضية الفلسطينية وتفانى في العمالة والانبطاح للكيان الصهيوني وفي التسويق لصفقة القرن…
رئيسنا المنتخب ديمقراطيا والمتربع على الحكم بإرادتنا الحرة توسّما في عصفوره الذي انطلق من القفص ولن يعود، وتصديقا لمقولته بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة عظمى...رئيسنا الشرعي سيكون في ضيافة الصهيوني شخصيا، سيكون في حضرة الخيانة العظمى شخصيا...ونخشى حقيقة وجديا أن يكون في الطريق لتنفيذ مشروع انقلابي..وفي الطريق ليكون قاتلا وسفّاحا…
قولوا للرئيس قيس سعيّد أن تونس الثورة ترفض بشدة زيارته لسيسي الثورة المضادة، قولوا له إن تونس الديمقراطية تعترض بقوة على زيارته للسيسي الانقلابي والدموي،
قولوا له، إن تونس الائتلاف والاختلاف والتوافق والتنافر والنجاح والإخفاق والأصالة والحماية والرجعية والتقدمية.. لا تُصدّق أن السيسي قاتل شعبه يمكن أن يكون له أخ، فلولا كان له أخ لاتخذه من شعبه...من شعب مصر...من شركائه في الوطن أو على الأقل من شركائه في الانقلاب...
قولوا له إنك قد دخلت فعليا "نادي الانقلابيين"، وإن تونس لن تسمح لك بالمضيّ في طريق الدم والخيانة، وأنها ستقاوم بكل قوة نوازعك الانقلابية وستحمي الثورة والديمقراطية بدماء أبنائها وأرواحهم…
يسقط يسقط حكم العسكر …
*حمادي الرحماني : قاضي