من يبلغك انك جاهل بتاريخ الاتحاد
تقول لنا إن من تقدم بقضية ضد الاتحاد لا مكان له فيه
لعلمك يا سيدى وانا احدثك هنا كنقابي وكجامعي ببعض ما تجهله ..القضايا ضد الاتحاد موجودة ومن رفعوها أنصفتهم الثورة كما أنصفت المنظمة مما كانت البيرقراطية تعد له من انقلاب على الفصل العاشر الذي صار الفصل 20 مع المؤتمر الوطني الاخير في 2017.
سأعود هنا الى اتفاق ديسمبر 1999 الذي أمضاه الكاتب العام لنقابة التعليم العالي والبحث العلمي مع وزارة التعليم العالي بالرغم من رفض القطاع له والذي أسفر حينها عن سحب الثقة من هذا الأخير ( كان مدعوما من السلطة ومن الاتحاد ) ثم أسفر لاحقا عن" انشقاق "داخل نقابة التعليم العالي ، رفع أمره إلى القضاء في قضية شهيرة ضد الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لم يبت القضاء في شانها الا 2010 ،مع اختلاف جوهري وهو أن المنقلب اليوم على الاتحاد ليس كاتبا عاما متنكرا لإرادة زملائه مدعوما من البيرقراطية بل هو الاتحاد نفسه الذي أوكل إليه منظوروه حق الدفاع عن مصالحهم وحماية حقوقهم .
ان ما تعد له المركزية النقابية اليوم من انقلاب سافر أمر في غاية الخطورة لأنه يهدد بشكل جدي مستقبل العمل النقابي مما يستدعي إعادة صياغة العلاقة بين الاتحاد والنقابيين من اجل إرساء قدر أكبر من الديمقراطية داخله أولا ثم ضرورة إعادة النظر في آليات التفاوض وصيغه قصد ترك المجال أمام النقابات القطاعية لتتولى الدفاع عن مصالحها بعيدا عن منطق الوصاية وحتى لا يتحول الاتحاد إلى وكيل غير نزيه يعامل منخرطيه كقصر يفاوض مكانهم ويتلاعب بمصالحهم..
إن الانقلاب الذي تعده المركزية على الفصل 20 لا يغذي غير منطق الخروج عن القانون والاستهانة بالشرعية . فلا تعطونا سيد حفيظ درسا في الولاء إلى الاتحاد لان المنقلب على القانون لا ولاء له إلى غير مطامعه وأهوائه .
يا سيدي أخيرا كان بودنا أن يناقش الأمر داخليا، ولكنكم أفسدتم العقول وشوهتم الضمائر وجعلتم من الكثير من النقابيين طابورا خامسا لكم .. تغلقون باب النقاش وتستهرون بالقانون وتبيعون وتشترون ثم تطلبون منا الاحتكام إلى القانون الداخلي ..عجبا لمن يدوس على القانون ثم يطلب من غيره الاحتكام إليه واحترام بنوده!
يا سيدي يجب أن نخرج تماما من عقولنا حتى نصدق ان في كلامك مثقال ذرة من منطق وبعض ولو قليل من عقل …
فلتقل خيرا أيها الأمين العام المساعد الذي لا يؤتمن في شيء على مستقبل الاتحاد ولا يساعد الا على تدميره أو فلتصمت... فليس هناك أحيانا من عظيم غير الصمت.