لا أحد يملك معلومات صحيحة حول ما يجري ...قد يكون امر خطير يدبر وقد لا يكون هناك الا الخوف المفرط من المجهول ...لكن اليقين ان هناك امور غامضة تجري هنا في الوطن وحوله ...وهي سبب الخوف وعدم اليقين ...أضف اليها الفزع من الوباء ومن الجوع ...فالناس في الاعم الاغلب تعرف الخطر الصحي لكنها تتحداه لكسب ارزاقها ...وهو عيش على حد السكين …
نقاط اليقين هي :
ان هناك صراع دولي حول المنطقة وغنائمها ...وفي مركز الغنيمة اعادة اعمار ليبيا ...واهم القوى المتصارعة هناك فرنسا وتركيا.. ولكل احلافه ومصادر قوته ...الخاصة ...للقوتين حلفاء في تونس وكل يسعى الى نيل جزء من المغنم الاقتصادي والسياسي ...توجد مفاتيح لليبيا في تونس والجميع يريد الاستيلاء عليها ...لكن نحن اخر من يعلم وهذا سبب للغموض والخوف ...لأننا الاضعف بسبب فرقتنا الداخلية…
يقين ثان هو هذه الفرقة فقد بات واضحا ان ازمة الحكم لن تحل سلميا ...لا الرئيس مقبل على حل ولا الحكومة وحزامها يسعون اليه ...القطيعة ظاهرة بينة وتزداد عمقا ... ولا أحد يؤشر الى تنازل ...ولو طفيف ...والبلد لم يعد يحتمل هذه الفرقة.
يقين ثالث هذه الايام فارقة ... ومصير الثورة مرتبط بمصير الازمة القائمة (وهذا ليس اعادة اكتشاف العجلة) …
وقد زاد خوف الكثيرين بعد زيارة الرئيس الى مصر.. زيارة غير اقتصادية بالمرة.. وأنى لها ان تكون فمصر في وضع بائس وهي بدورها منافس على الغنيمة الليبية …
لم نفهم اسباب زيارة الرئيس ولا نتائجها حتى الان …وما يروج مخيف ولو كانت نسبة صحته واحد بالمية …مما يروج … كل خيالنا التحليلي بدون معلومات طبعا لا يقدم قراءة صحيحة او قريبة من الصحة …لذلك فان اليقين الوحيد المتبقي لدينا هو:
اعلان الانحياز للثورة… بقطع النظر عمن يخرج منتصرا من الازمة الحالية.
مطالب الثورة واضحة وبسيطة نلخصها في استقلال البلد …روح الثورة كان مطلب الاستقلال وان لم نسمه بهذا الوضوح …وهذا الاستقلال مهدد الان أكثر من اي وقت مضى …
فاحزموا …سيكون هناك ثمن باهظ ثم يقين …