تفاجأت وانا اتحدث مع بعض الأصدقاء ان كثيرا منهم غير مهتمين بالتسجيل للتلقيح ضد الكوفيد، ولا لحث والديهم على التلقيح او ارشادهم لذلك... هذا الانطباع الصادم يتأكد حينما نطالع العدد المخجل والمتدني من التونسيين المسجلين رسميا بصفة تطوعية في منظومة ايفاكس والذي يناهز مليون ونصف تقريبا الى حد اليوم...
اسباب عديدة وراء العزوف منها اللامبالاة، وقلة الوعي، والاستكانة الى الخرافات ونظرية المؤامرة، والجهل ببعض الحقائق العلمية والطبية، وشغف التونسي عامة بالافتاء في كل ميدان عالم به او جاهل به، وقد يكون ايضا ضعف الحملة الوطنية للتحسيس بالتلقيح.... هذا الواقع المرير يستغله بعض السياسيين لتوظيفه في معاركهم السياسية وهو قمة الوضاعة والدناءة .... للتباكي على ضعف الإقبال على التلقيح بسبب عجز الحكومة ...
المطلوب حملة وطنية صادقة اعلامية وميدانية لحمل السكان، وخاصة في الأحياء الشعبية والمناطق النائية على التسجيل في منظومة ايفاكس للتلقيح ومتابعة عمليات اقبالهم على التلقيح، فلا سبيل للتخلص من الكورونا الا عبر بلوغ نسبة متقدمة جدا من الملقحين في المجتمع، اما التباعد الاجتماعي والحظر، فهي طرق وقاية محدودة الفاعلية لصعوبة فرضها على شعب تعود على التدافع والاحتشاد والازدحام لقضاء شؤونه الحياتية وضمان تنقلاته وحتى مرحه وترفيهه يقع وسط الازدحام الشديد.