فرنسا التي استسلمت للرايخ الثالث وأمضت مع هتلر وموسوليني اتفاقيات صلح منذ جوان 1940 لتنتهي بذلك الجمهورية الثالثة الفرنسية. كما انتهت قبلها بعام الجمهورية الثانية الاسبانية.
فرنسا تحت نظام فيشي برئاسة الجنرال فيليب بيتان الفاشي الصغير الذي قاتل مع فرانكو في معركة الريف في المغرب ضد عبد الكريم الخطابي. فرنسا التي قسمها الالمان شطرين ثم احتلوها بالكامل مطلع نوفمبر 1942 تزامنا مع دخول الحلفاء شمال افريقيا والاستعداد لمواجهة رومل العائد من خيبة معركة العلمين.
فرنسا التي تعاون مقيمها العام في تونس جون بيار استيفا Jean-Pierre Esteva مع النازيين ورتب معهم حملات التنكيل بعشرات الآلاف من اليهود التونسيين.
فرنسا التي استقبل مقر إقامتها العامة الباي الوطني الوحيد المنصف باي بعد أن اقتادته قوة عسكرية بريطانية من حمام الانف إلى تونس يوم 13 ماي 1943 ليقع نفيه إلى الأغواط الجزائرية ثم إلى بو Pau الفرنسية أين توفي يوم غرة سبتمبر 1948 وحيدا ومريضا رغم مواقفه الوطنية والمدافعة عن اليهود التونسيين.
فرنسا هذه شريكة في الجرائم ضد اليهود التونسيين. يهود الحارة والقرانة والحفصية ولافيات. يهود بنزرت ونابل وسوسة وصفاقس، وجرجيس، وقفصة، والقصرين. وطبعا يهود جربة الذين قدموا للألمان عشرات كيلوات الذهب درءا للتجنيد والموت. فرنسا مثلها مثل ألمانيا. شريكة في القتل والنفي والميز العنصري والتهجير ومخيمات الاعتقال القاتل.
هذه القوى الاستعمارية لا تتوقف منذ عقود عن محاولة التكفير عن جرم بجرم مماثل له بالضبط. بالضبط كما يفعل الصهاينة. نفس التهجير والقتل والاعتقال والموت البارد. نفس الميز العنصري. نفس التبرير والتعامي عن الحقائق. بل أكثر. ما حصل لليهود في عام يحصل للفلسطينيين منذ ثمانين عام.
يا فرنسا وألمانيا وبريطانيا. كل جرائم الصهيونية لن تعادل جرائم الاستعمار والنازية. أنتم الأصل ودولة الكيان تقليد لكم. وكم يضاهي التقليد الأصل ويتجاوزه. أنتم الصهاينة. وأنتم القتلة. وأنتم المجرمون. مواقفكم مراجل غاز تقتلهم وقياداتكم جنرالات دموية وان تخفوا بالحقوق الكونية.
الحرية لحقوق الإنسان من دعاتها الكاذبين. الحرية لفلسطين من جريمة الصهيونية والوطن الموعود-المكذوب. الحرّية للأرض والناس والتنوع.