ملاحظة تقنوسياسية
بيان الرئاسة الفرنسية المنحاز للكيان المجرم والمعادي لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة بكل الوسائل التي تكفلها له الشرعة الدولية لحقوق الانسان وعلى رأسها المقاومة المسلحة هو بيان غير مستغرب من هذا الماكرون اليميني العنصري الذي لا ننتظر منه اكثر من هذه الدناءة المعادية لحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي هذا الوقت الذي تتردى فيه فرنسا الى ادنى مراتب التقهقر القيمي الغادر حتى بمزاعم التنوير التي تنتسب اليه ....
لكن البيان الذي صدر على خلفية لقاء الايليزي مع الملك الاردني والرئيسين المصري والتونسي كان يجب ان تقابله ايضا بلاغات اعلامية من هذه الدول الثلاثة تبين ما ابداه الملك والرئيسان من مواقف.
كنا ننتظر من قرطاج ان يكون بلاغها الاعلامي ايضا ومن باب تكافؤ المسارات مؤكدا هو الاخر على الموقف التونسي وان يكون بعيدا عن النص الخشبي " البلا خبر " الصادر في الصفحة.
مادام بلاغ الرئاسة الفرنسية اعطى نفسه بروتوكوليا حق ابراز مضمون ما عبر عنه ماكرون فهو يتيح للرئاسة التونسية ايضا حق ابراز مضمون ما عبر عنه في المقابل رئيس الجمهورية قيس سعيد و نحن متأكدون ان ما عبر عنه كان بطبيعة الحال " في المقابل " .
هذا اذا كان مصالح الاتصال والاعلام في الرئاسة تفهم في ابجديات السياسات الاعلامية التي يجب ان يتمتع بها فريق اعلامي في مؤسسة الدولة وهو ليس فريقا " صحفيا " بالمعنى المهني للكلمة يصدر اخبارا بلا ملامح ولا قسمات سياسية، بل هو " اعلام سياسي " بامتياز يضاهي في قيمته الخطاب السياسي المباشر للمسؤول.
الغريب ان مصالح الاعلام والاتصال تصدر غالبا على الصفحة بلاغات لا " تتحفظ " في تفصيل مواقف الرئيس حين يتعلق الامر بالصراعات السياسية الداخلية، ولكنها تتحول الى بلاغات ملساء وصماء بلا نتوءات ولا نطق رسمي بالمواقف حين يتعلق الامر بمواقف دولية.