والله قلبي يطيب له أن يكون مداسًا لأقدامكم يا أهلنا في غزّة واحدًا واحدًا.. رفعكم الله رفعة فوق رفعة، وعظّم أجوركم، وكتب لكم العوض الذي لا يُدرَك، وألحقنا بشرف غبار أحذية مقاتليكم، وعطر دخان بنادقهم..
يا أشرف الناس، وأبذل الناس، وأزكى الناس.. عليكم من الله السلام والبركة.. في أنفاقكم النور والفضاءات الممتدة.. في قذائفكم حلوى أهلكم وجحيم عدوّكم..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته يا بقية الله، وخلاصة القادة.. يا أبا خالد.. أيها المدخر لمنح الزمّن العزّة حينما يريد صاحب الأمر، الذي له الأمر من قبل ومن بعد..
يا كلّ خفي في نفقه.. يا بقية الأنبياء الأخفياء.. أيّها المعلوم عند ربك المجهول عند العبيد، أيها الطاوي على قلب من الجنة، لا يكاد يطرأ عليه دنس، أنت سماؤنا من نفقك.. أنفاقكم في ظل العرش.. وبطشكم بالله.. ورميكم بدعاء رسول الله.. وسبيلكم إلى المسجد الأقصى بات أقرب.. تنفد كلماتنا.. ولا ينفد عزّكم المتمادي نورًا وبركة، ونصرّا، وعزًّا، وفخارًا..
الجهاد، كالقرآن، في أثره على فريقين مختلفين، فهو يزيد الذين اهتدوا هدى، ويزيد المنافقين رجسًا إلى رجسهم، فلا تنشلغوا بالردّ على المنافقين، ولكن انشغلوا في بيان هدايات بالجهاد، وفي إزالة غلالة الجهالة عن القلوب الغافلة وجرّها إلى مساحات الإيمان الجهاد الرحبة.
وتمايز الصفوف بعد كلّ جولة، كتمايزها بعد كلّ سورة.. هو من لطف الله بالناس، فاختلاطها، اختلاط في الصورة والمواقف، فهم خبال خالص وفتنة تسعى، وتطهير آذان المؤمنين عن غيّها واجب. ومن علامات الإيمان، الفرح بنصر المؤمنين، ومن علامات موالاتهم والانتماء إليهم إدراك مكامن النصر وظواهره، ومعانيه وأبعاده، وما أجمل وأحسن من يتحدث في هذا..
بورك صناع انتصار سيف القدس.
باختصار.. مقاومتنا تكوي الوعي الصهيوني، وتفرض معادلة ردع جديدة، وتغير قواعد اللعبة، وتتجلّى في أوضح انتصار لها، على طريق من التخطيط الإستراتيجي، الذي تتقدم فيه هي ويتراجع فيه عدوّها، رغم فارق الإمكانيات المهول.