الإدارة التونسية آلية اخترعتها الدولة الحديثة لإذلال المواطن.... شدّ الصف تحت الشمس أكثر من ساعة وادفع الفلوس وكول البخس.... الإصلاح يبدأ بجرافة تهدّ القباضات المالية كلها…
أعوان تقول جيتهم لدارهم في وقت القيلولة باش تطلب يخششوك من الشهيلي.... قاعدين تحت المكيّف وكيف تمدّ لهم ورقة كأنك ضربتهم برصاصة.... اما كان طلبت مطبوعة فيا خيبة المسعى... الكشة والنشة والأخلاق العادمة…
وتتكلم يجاوبوك عشرة بنفس النبرة متاع عاملين مزية وشادين السماء لا تطيح. قاريين على نفس المدّب .... أجيال توارث ثقافة " أنا الدولة" والإدارة " متاعنا" والمواطن يساسي .
وأغلبهم كالمنشار طالع يأكل هابط يأكل.... يخدموا بالهاتف الجوال. وانت تقف في الصف وتستنى وغيرك يعدّي التصاريح من بيروه.... والشاوش عنده حرفاء قارين. يخرج يعمل دورة ويلمّد الأوراق ويدخل يعديهم وكل شيء بأجره. وانت تتفرّج وكان تتكلّم يعمل فيك سينيال أكثر من مارك. وما تتعداش.
وعلى ثلاثة أعوان يخدم واحد والزوز الاخرين الأول في الفريب والآخر ما جاش ..... وما يشدّوا مكاتبهم كان بعد التاسعة ونصف النهار ودقيقة ما تلقاش واحد منهم.
عاملين آلة توزيع التذاكر لكنها ديما معطلة... وكان تخدم هناك تلاعب من طرف الأعوان... يحجزوا تذاكر على ذمة حبيباتهم. هذه الأيام حاطين في الباب عون في الغالب عاملة نظافة...أو عون حراسة... مسكرين الباب كأننا في سجن والدخول بالواحد... وعربي والباي عطاه حصان. فرصة لممارسة السلطة...
نعرف أن التدوينة هذه ممكن تجيب لي مشاكل.... لكن الّي عنده ريح يذرّي عشرة.... إدارة المالية تمارس الإرهاب على المواطن…