ان كلمة الرئيس قيس سعيد امام سفير فلسطين في تونس و ايضا ما صرح به السفير نقلا عنه عقب اللقاء تدل على أن الرئيس يتبنى رؤية السلطة الفلسطينية وأحد فصائلها للصراع وهذا لا يساعد في أن يكون للرئاسة الحالية أي دور في المصالحة الفلسطينية المنشودة و هذا الامر يذكرنا بطريقة تعاطي الرئاسة مع الانقسام والصراع في ليبيا السنة الماضية.
التأكيد على "وحدة الصف في اطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد" وأن الحل في "وحدة الصف كما قال أبو مازن" و ان "القضية الفلسطينية ليست غزة" وأن "المظاهرات تسللت اليها الصهيونية" والحديث عن مخلفات الانقسام متبنيا لقراءة جهة محددة كلها أمور لا تشجع على لعب دور المحايد والمسهل للحوار بين الفلسطينيين.
بلادنا كانت ولازالت وستبقى داعمة للفلسطينيين جميعا ولا يتبنى شعبنا مبررات الانقسام وأكثر ما يؤلم هو غياب الموقف الموحد للفلسطينيين في الاطار الذي يختارونه لأنفسهم وعبر ممثليهم الشرعيين. ان تبني موقف طرف ما هو تعميق للانقسام وضرب للقضية.
انه يحق للسيد قيس سعيد المواطن أن يكون له رأيا ويعلن عنه ويدافع عنه وهذا من ثمار ثورة الحرية والكرامة، ولكن حذار من الخلط بين القناعات الشخصية وسياسة الدولة والتزاماتها وبخاصة في الملفات الكبرى مثل ملف القضية الفلسطينية التي هي محل اجماع لدى التونسيين جميعا.