تناقلت شبكات التّواصل الإجتماعي،مشاهد مروّعة لسحل طفل قاصر وتجريده من ملابسه، من قبل أمنيين،ومع انتشار مقاطع للفيديو المرَوّع على شبكات التّواصل، سارعت الجهات الأمنيّة إلى القول ،بأنّ الطّفل كان في حالة هيجان وأنّه قام بتعرية نفسه.،وهو مايبدو مستحيلا مع شهادة شهود عيان.
يذكر أنّ منطقة سيدي حسين شهدت اضطرابات وعمليْات كرّ وفرّ بين مواطنين وقوّات أمنيْة على خلفيّة مقتل شاب،كان رهن الإيقاف.. إذا نحن أمام حادثين.. مقتل شاب في ظروف غامضة واستعمال العنف المهين مع طفل قاصر، والأمران يستدعيان تحقيقا عاجلا، ومحاسبة لمن تورّط في الحادثتين. إذا لا مجال لمثل هذه الممارسات في توتس، بعد الثّورة، وحتّى لا يتكرّس مبدأ الإفلات من المحاسبة.
اللافت للإنتباه أنّ "اكاديميات التّجمّع للإعلام"، الماسكين بمفاصل الإعلام،عقدوا "البلاطوهات الإعلاميّة" على جناح السّرعة، وتحوّلوا إلى عين المكان والتقوا الشّهود، وفسحوا لهم المجال ليتكلّموا بإفاضة، استدعي لرثاء حقوق الإنسان محلّلون، احترفوا ركوب الأحداث والمتاجرة بالأزمات، وقد أخذت صور للمشهد المروّع من زوايات مختلفة، لاينقص إلّا استخدام "تقنية الفار"... لكأنّ الجمع كان على موعد مع الحادثة المروّعة.
نائب عرف بمبادرة تشريعيّة مخزية لتكميم الأفواه بذريعة أخلقة الحياة السّياسيّة ، وعندما سئل ذات مرّة عن مآل الأوضاع في تونس وعن الحلول التي يراها للخروج من الأزمات المتلاحقة، قال بأنّ تونس تحتاج إلى "سيسي".فهل لمن اتخذ من منقلب نموذجا، وبشّر باستنساخ تجربته في البطش والقمع أن يكون مرجعا في حقوق الإنسان أو يتباكي عليها في تونس؟
نائبة أخرى، لم تتخلّف عن ركوب الحدث(وهو حدث مروّع ) طالبت بإعلان الحداد على الَّدّولة وإسقاط الحكومة وغلق البرلمان. وهي ذاتها كانت قد شبّهت البرلمان ب"الزريبة" وهي من ساكنيه..بطبيعة الحال، هي من الطّهارة بمكان، بحيث لا يشملها التوصيف!! هي من كوكب الأطهار.. الأنقياء!!
إعلان إعلام أكاديميات التّجمّع النّفير العام من أجل حقوق الإنسان.. و قصّة الحزن المصطنع الذي حطّ على وجوههم فجأة، لايبدو ذلك لوجه حقوق الإنسان.. تبدو الفرصة مواتية للدّفع بالأحداث بطريقة قصوويّة نحو مزيد من التّأجيج ومزيد من التّوظيف لإخراج مشهد أكثر قتامة، يحاولون حرف الأنظار عنه، بانتظار اكتمال أركانه.وفي الخطابات المتوتْرة وخطابات التْهديد والوعيد والوثيقة الإنقلابيّة،ألف دليل ودليل ، على أنّ شيئا ما يطبخ في غرفهم المظلمة.
سؤال محيّر على خلفيّة ماجري، كيف للأمن الذي أظهر مهنيّة وانضباطا في مواجهة أحداث جانفي من تخريب قام به قصّر ومن إساءة باللّفظ وعربدة وصلت إلى حدّ رشقهم بالدّهن من الذين نزلوا إلى شارع االثّورة بذريعة المطالبة بإطلاق سراح القصّر، كيف لهذا الأمن ان يتورّط في إذلال قاصر، كان بالإمكان السّيطرة عليه دونما حاجة للعنف؟