التمديد النقابي فضيحة في زمن الديمقراطية. التمديد النقابي رفض للتعددية ولتكريس سنة التداول على القيادة. التمديد النقابي انقلاب استباقي على الاختيار الحر. لا شيء يبرر تجميد الحرية ووضعها في الثلاجة، لأن كل الذين لهم رهانات نقابية يتحركون من داخل المنطق المدني.
الاتحاد منظمة مدنية وطنية وما قد تجوّزه بعض الأحزاب لنفسها من عبادة للزعماء وهيمنة لبعض الخطوط السياسية فيها لا يجوز لهذه المنظمة المدنية ذات التقاليد الديمقراطية العريقة.
التمديد تسيس للعمل النقابي وانتصار متعسف للأقلية على حساب أغلبية متوقعة. الاتحاد ليس وقفا (حُبُسا) في حساب تيارات إيديولوجية ولوبيات مصلحية. وإذا كانت تعِلّة التمديد هي قطع الطريق على تغلغل القوى البرجوازية والليبيرالية الضد اجتماعية في النقابة لتصفيرها (جعلها صفراء، لا حمراء) وتدجينها، فإن النقابة اليوم تئن تحت وطأة البيروقراطية النقابية المتبرجزة والمستكرشة والفاسدة والتي تكرس المحاباة والمحسوبية والفرز السياسي وحتى العائلي والمصلحي الضيق على حساب العدالة والإنصاف.
التمديد النقابي مَعَرَّة في حكم العقل العملي. يقول فيلسوف العقل العملي امانويل كانط: اجعل مسلمتك الذاتية مسلمة الجميع ثم انظر هل تقع في تناقض. لنتصور أن مسلمة القيادة الحالية للاتحاد يقع نقلها للانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية: ما الذي سيحدث؟ ستقوم الدنيا ولن تقعد وستعلو الأصوات وتهتف الحناجر وتشتعل البلاتوات بانتقاد الاستبداد والإرهاب والفاشية.
أنتم تمددون إذا أنتم استبداديون وفاشيون واستئصاليون وأعداء للديمقراطية وانقلابيون.