تخلى التيار عن موقفه السابق الذي كان يقول "يختلف مع تأويل السيد رئيس الجمهورية للفصل 80 من الدستور ويرفض ما ترتب عنه من قرارات وإجراءات خارج الدستور".
المجلس الوطني للتيار يتراجع فلا إشارة إلى الفصل 80 وإنما أبدى "تفهمه الإجراءات الاستثنائيّة التي اتخذها السيد رئيس الجمهورية ودوافعها باعتبار الأوضاع المتردية والمخاطر التي تمر بها البلاد ووسط حالة الانسداد السياسي والأزمة الاقتصادية والاجتماعية والصحية المتفاقمة".
وهذا يعني في مستوى أول أن تركيبة المكتب السياسي الذي اتخذ الموقف الأول تختلف عن تركيبة المجلس الوطني الذي اتخذ الموقف الثاني، أي أن المكتب السياسي غير ممثل أو ليس مرآة للمجلس الوطني.
ويعني في مستوى ثاني، أن التيار لا يريد أن يخسر علاقته مع قيس سعيد وما ينجر عنها من منافع مرتقبة في المرحلة الجديدة، متخليا عن الموقف المبدئي الأول الذي يظهر الآن أنهم ندموا عليه واعتبروه خطأ.
إلا أن ذلك التراجع يطرح مشكلا، إذ بالعودة إلى تبني موقف سامية عبو الذي عبرت عنه منذ اللحظات الأولى للانقلاب، بل ودعت إليه قبل 25 كما دعا له محمد عبو قبل أشهر، أي الانقلاب، يصبح التيار أوضح، فقط نشطب موقفه المعارض لتأويل الفصل 80، إلا أن النتيجة مع الأسف أن العلاقة بين "التيار" و"الديمقراطي" تصبح مشكلة، لأنه لا يوجد ديمقراطي يدعو أو يخطط أو يؤيد انقلابا.