يمكنك أن تبدع لغويا في توصيف ما أتاه السيد الرئيس في 25 جويلية كما لو كان ذلك موضوع إنشاء للتلاميذ، واعتباره إنقاذا وطنيا وعملا استثنائيا، (أنت وهمتك وأنت ومستوى اركب لا تمنك)، لكن، أنا راني حاشم منك، لأن موقع المثقف دائما على يسار السلطة وليس معها ولا على يمينها لأن ما تحتاجه السلطة حقا هي القوة العامة وليس مديح المثقفين، أخلاقيا: تحتاج السلطة لمن يلجمها ويراقبها وينكد عليها إن لزم الأمر،
قبل أن تتورط في مديح السلطة، حاول أن تقرأ كتاب "المثقف والسلطة" لإدوارد سعيد، صعيب؟ أعرف، ليس لديك الاهتمام ولا الرغبة، ثمة ما هو أسهل قليلا: "كلاب الحراسة الجدد" سارج حليمي تنويعا على كتاب بول نيزان عن "كلاب الحراسة" في النخب المثقفة،
باهي خويا، "أخطانا من القراية" في زمن الشعبوية والأحكام المسبقة والتعميم والشيطنة، حتى إن أعجبك التقرب من السلطة وحدثتك نفسك ببعض الغنائم، فلا تكن من بين الكلاب المطلقة للنهش، لا تأكل لحم أحد من أجل السلطة، يجب أن تكون مريضا لكي تفعلها، أتوقع أن يكون مذاق اللحم البشري مرّا، يكفي أن تكون لك حاسة التذوق،
أما، وأنت تبدع لغويا في مدح السيد الرئيس مجانا وشتم خصومه بمقابل، تذكر أننا لا ننافسك في ما أنت فيه لأننا لم نخلق له، لكننا نرجو أن تكف عنا نباح "فرقة الأنياب"، فنحن نخشى أن تتطور من النباح إلى نهش اللحم الحي، راني حاشم منك، لكني بدوي، "نشد الغناز"*، قد أغفر لك أخطاءك بيني وبينك، لكني لا أغفر لك أن تنهش لحمي إرضاء لغيرك،
الغناز: كلمة عامية معنها الحقد، أرجح أن أصلها اللغوي الثلاثي هو غنص والغناص أو الغنص ضِيقُ الصَّدْرِ.