قال الرجل لمناوئيه وللذين عارضوا انقلابه على الشرعية أنهم : “ فيروسات و جراثيم و هم جديرون بالصرف الصحي “ … لا أكثر و لا أقل ،هكذا و بصريح العبارة .
هذه الأوصاف الدونية هي شتيمة و تحقير و المفروض أنه ليس لهذه النعوت مكان في حقل سياسي نريده مسالما و بالأخص متحضرا.
حتّى يعلم من يصفني بالفيروس و أنا ضد الإنقلاب من لحظته الاولى:
أنا لست فيروسا ، أنا طبيب أكف الفيروس الحقيقي عن الناس و أحثهم جاهدا على التلقيح و هذا واجبي. أنا لست جرثومة ، أنا مواطن أمارس حقي المشروع في التقييم و النقد و ذلك حسب ما يمليه علي ضميري و ما تمليه علي قناعاتي السياسية .
أمارس هذا الحق بسلمية و بدون حقد و في كل الحالات بترفع و أخلاق. أنا لست “جدير بالصرف الصحي” أنا جدير بالاحترام و هو أضعف الإيمان . هذه النعوت مرفوضة من مبدئها و لاطائل منها و هي لا تزيد المناخ السياسي إلا تعفنا .
حتّى يبقى السجال السياسي فوق القبح و الشتيمة و أنا دوما ضد الإنقلاب.
الضياع و الاستقلال السليب.
أن يأتي يوما و نرى الأجنبي يملي على من هو على رأس دولتنا ماذا يجب عليه أن يفعل و يسطًّر له بالواحدة اركان المطلوب هذا لم نراه سابقًا بالمرة ،اللهم أيام “الحماية” و ايام المقيم العام.
نقرأ بيان البيت الأبيض و هو منشور و متاح للعموم واضح وجلي لمن يقرأ الإنجليزية و نقرأ النص الصادر عن الرئاسة وهو يتعسّف على الألفاظ و يتصعلك على مضمون التصريح الامريكي يثني على نفسه و يمجد في نفسه مع العبارات الركيكة المعهودة لاستهلاك قليلي العقل.
طالبنا من الأيام الأولى بتشكيل حكومة ثم مع طيلة المدة اعربنا عن غرابة الامر و نحن نلاحظ أن لا أحد يريد هذا المنصب ثم اتضح و الأيام و الأسابيع تتوالى أنه ليست هناك نية بالمرة لتأليف حكومة فانبري بعض” الظرفاء” يسخرون “المليح يبطى” و كأنها لعبة عيال الى أن يأتي الاجنبي و يطرح إملاءاته و تكون “تكوين حكومة “من بين أولى طلباته.
الأجنبي يتدخل متى أُفسح له المجال و الانقلاب فتح للأجانب الأبواب على مصراعيها و أثبت المنقلب ضعفه أمام الأجنبي و هو تائه لا يُعرف له إتجاه.
نقرا هنا وهناك و هذه نغمة المطبلين أننا مبتهجين بتدخل الأجنبي و الأمريكي بالأخص، وهذا إفتراء سخيف و قلب للحقيقة .
إن جندنا أنفسنا من اللحظة الأولى ضد الانقلاب فذلك للدفاع عن الدمقراطية و صيانة سيادة وطننا.