شكرا سيٌدي الرٌئيس و انا أعلم أنٌ كلٌ كلمات الشكر لا تفي بالغرض و لا تلبّي المعنى، شكرا أيّها المنقذ الملهم المخلٌص الأوحد من لا ينطق إلّا صوابا و لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه.
شكرا لاغتصابك الدستور دون أن تفتضّ له بكارة و لأكلك له لقمة واحدة لننتظر ما ستتغوّطه من مخرجاته بعد أن هضمته، فما نفع الدساتير إن لم تكن تخرج من فتحات سماحة القائم بأمره؟و ما فائدتها ان لم تصدر الأحكام ممّن لا حكم إلّا حكمه؟
شكرا على هامش الحرّية الّذي تركته لقلّة باغية مازالت لم تؤمن برسالتك الّتي لم تعرضها بعد و اكتفيت ببعض ملامحها ليتشكّل القطيع حتّى قبل أن تتحدّث عن التفاصيل و في زواياها تكمن الشياطين.
شكرا لأنّك لم تنصب المشانق و لم توجّه الرصاص الى جماجم و صدور المعارضين ، شكرا على منحك ايّاهم نعمة الحياة و كان بإمكانك قتلهم كما يفعل الدكتاتوريون و انت حاشى للّه لست كذلك.
شكرا سيدي الرّئيس لتحدّيك الشيطان الأكبر و قد انتظرت خروجه لتصرّح بما وسوس لك الأصغر بالعربية الّتي لا يفهمها غيرك، فما أجمل لاءاتك الثلاث كتلك الٌتي سمعناها في الخرطوم زمن الأبيض و الأسود.
شكرا لزياراتك الفجئية الٌتي لصدفة الأقدار تجد لها دوما من ينقلها على المباشر.
شكرا لمعلوماتك الضّافية و ردودك القاطعة الشافية و حلولك السحرية النّاجعة الّتي بدأنا نستشعر تأثيرها على الأرض و نشاهدها تمشي عارية في الشوارع و الأسواق و نسمعها تصدح من المنابر و الأبواق.
شكرا سيدي الرّئيس لأنّك أقنعتنا بقوّة قادر بأنّ جميع من في هذا الوطن كذّاب ، منافق ، مهرّب و فاسد و ليس سواك صادق مصلح و صالح.
شكرا سيّدي الرّئيس على ما فعلت و ما لم تفعل و على ما ستفعل فأنت المبتدأ و الخبر و أنت الفعل و الفاعل و المفعول به و انت المشرّع و المنفّذ و القاضي و الصدر الدّافئ الحنون الّذي انتظرناه بعد فقدان سنين.
شكرا سيّدي الرٌئيس لأنّك لم تسجنّا و لم تفرمنا و لم تذبنا بالأسيد و ترمينا في قنوات المجاري حيث مكاننا الطّبيعي الّذي تراه ، شكرا لأنّك لم تستعمل مبيداتك لتزيل الفيروسات و هو ما تصف به من يرى ما لا تراه.
شكرا سيّدي الرّئيس..و سأبقى أردّد كلّ عبارات الشّكر و الحمد و عذرا إن خانتني الكلمات للتعبير عن جليل امتناني و كل التقدير و التقديس...شكرا سيدي الرئيس على الخبز و الماء و البطاطا و الإجّاص في انتظار ما سيقدحه عقلك لأجل الخلاص.
شكرا سيدي الرّئيس، سنردّدها صباحا ، مساء و يوم الأحد و قبل النّوم و في النّوم و حتّى في بيوت الخلاء!
شكرا سيّدي الرّئيس و انت من أيقظتنا من حلم جميل كان يراودنا لنكتشف واقعنا البائس التّعيس.