في الاثناء كل واحد يفهم المصلحة و الإرادة و التمني و في خدمة ... حسب قناعاته و أحلامه و ويفصل على كيفو . عرك و معروك و سبان على وسائل التواصل و استماتة في الدفاع عن المنقذ و كره و حقد بلغ أشده .... و كيف تتبع الغرزة تفيق الي كل واحد يقول في نفسه ويروج في محيطه: ان هذه المرة الأمر مختلف وعهد جديد سيخلصنا من نواب المجلس و من الأحزاب السياسية و من الفساد .
"الزعيم" ككل مرة يلهب مشاعر الشعب "يريد " لدفعها نحو خيارات سياسية، هي بالدرجة الأولى في خدمة أهدافه هو و ستنتهي بترسيخ سلطته المطلقة.
الرئيس يدعي انه يحكم باسم الشعب، ويتحدث عن الشعب ككيان مقدس وموحد وبالتالي لا بد للشعب أن يحكم نفسه بنفسه.. لكن كيف ؟
طبعا من خلال سيادته ( هو يجمع السلط الثلاث )و من يحيطون به خاصة و انهم يحتكرون حق الحديث باسم الشعب، ويعادون النخب السياسية الأخرى والمفكرين والمؤسسات الديمقراطية.
الشعبوية في الأغلب لا تطرح برامج سياسية واضحة،
لكنها تركز على التلاعب بعقول الجماهير وعواطفهم من خلال إثارة المخاوف والآمال، والترويج لأفكار وحلول بسيطة للمشكلات الداخلية والخارجية، تقوم على التخويف و على وجود انقسام وصراع بين الشعب وأعدائه فى الداخل والخارج، ووجود مؤامرات تستهدف أمن الوطن والمواطنين، وعلى حتمية انتصار الشعب فى نهاية المطاف.
في هذا السياق ، كتب جينو جرماني عام 1956 حول الأرجنتين و كانها نبوءة:
“توجد ظروف لكي تتحول ديمقراطية الأقليات التي تنتمي لماضٍ قريب، إلى ديمقراطية يشارك فيها فعلا الجميع. وإن لم ننجح في هذه الخطوة الأمامية الحاسمة، فقد نسقط في استبداد أسوأ من استبداد حكم الأقليات الماضي”.
ومن أنذر فقد أعذر.