الرّئيس يمارس في السياسة و عنده مشروع افصح عنه في جريدة المغرب و تحدث عنه تلميحا في حملته الانتخابية و غايته تحقيق الديمقراطية المباشرة و المجالسية في نسخة لتجربة القذافي و هو يعادي الاحزاب و الديمقراطية التمثيلية التي صارت لا تلبّي طموحات الشعوب حسب رأيه.
مشروع كبير يناقش لميثاليته الموغلة و لصعوبة تطبيقه اذ في الغالب يدمّر الدولة و مؤسساتها و يحولها الى كتلة خراب كما حدث في ليبيا و سيمكن لليبيا الاستنهاض و اعادة بناء ذاتها سريعا بفضل ما يتوفّر لديها من امكانيات و هو شبه مستحيل بالنسبة لنا.
المشروع المطروح هو بديل جذري للموجود و لا يقبل اسهامات او تحويرات او مشاركات فالسبد الرئيس لا يبحث عن شركاء و لن يقبل حوارا فالبناء جاهز و مكتمل و ينتظر التنزيل و على الجميع القبول به.
و كما رأيتم هو لا يستقبل سوى انصاره، احد تلامذته او مواطن بدون صفة تبيّن أنّه منسّق حملته الانتخابية بجهته، ما يعني أنّ الصّورة المختزلة في ذهن الرّئيس للمواطن الصالح هو ذاك الذي يتبعه، أو بايعه و الوطن هو لمثل هؤلاء المواطنين.
فماذا نسمّي هؤلاء؟ أعضاء في تنسيقياته ؟ و ما هي تنسيقياته؟ حزب و هي كلمة الكفر بالنسبة له! الا تتطلّب تنظّما و انضباطا و حزمة أهداف و توجيها لتحقيقها ؟ اليس هذا بالتنظيم؟ لماذا كلّ هذا التستّر و العمل في شبه سرّية تامّة ؟ لماذا لا يعلنون عن أنفسهم كتنظيم قانوني واضح المعالم و بشكل لا لبس فيه؟
اين هم من قانون الجمعيات و الاحزاب؟ اليس هذا شكلا من أشكال التنظيمات السرّية؟