عندما يقرأ الطالب ما يكتبه استاذُه في الفيسبوك من جُمل ومواقف خاوية المحتوى او تحاكي التشنّج والتطرّف مثل "قيس يا معذّبهم"، "اضرب واحنا ومعاك"، " البرلمان هو اصل كل الشرور"، عبير هي الحل"، "البورقيبية لا تموت"، "فلان الفولاني قامة في الكفاءة"، والاخر "رجل دولة حقيقي"… ثمّ يجده امامه في المدرج او في الفصل، ما ذا يحدث في فكره؟
- الا يحصل له خلطٌ في المفاهيم، عندما لا يجد هذه "القامات" مذكورة لا في الكتب ولا في النظريات وليس لها انجازات تُذكر ولا نظريات ولا رصيد؟
- الا يحصل له ارتباك في تصنيف الشخصيات؟
- كيف له ان يتوصّل يوما الى فهم انّ كل العلماء ليس لهم علمٌ أو معرفة أو حكمة مطلقة لا يمكن تجاوزها بعلماء آخرين أحدث منهم؟ كيف له ان يتعلّم التنسيب وكيف له أن يبني شخصيّته العلمية التي تمنحه الثقة في نفسه واستقلاليته الفكرية في التعامل مع المجتمع؟
- واذا كان طالبا في الحقوق، كيف سيفهم معنى "دولة القانون والمؤسسات"؟
- واذا كان في الاقتصاد، كيف سيفهم اسس السياسات الاقتصادية الموجودة في المراجع والنماذج التي يدرّسها استاذُه؟
- فهل سيواصل اسناد الثقة لأستاذه والتعلم منه، او سيرمي عرض الحائط كل المُثل التعليمية والقيم الكونية من نزاهة علمية ومن عدم الانحياز الشعبوي،...؟
- اليس هناك خطر ان يفهم الطالب انّ استاذه لم يقدر ان يربط بين ما له من علم اقتصاد او حقوق او علوم اجتماعية بالواقع المعاش، بحيث ليس له ان يظيف اليه شيئا ؟