امران و شرطان ...لينكسر هذا و تعود تلك ..و لا وجود للتسوية
لا معنى لهذه المداورة و هذا التحفظ من الطبقة السياسية التي تحذر من تعليق الدستور و الخروج عن الشرعية و تدعو للحوار و الحلول السياسية . هي فعلا لم تفهم شيئا مما قاله و يقوله الرئيس قيس سعيد .
لم يعد هناك شك علمي اكاديمي او سياسي ان اجراءات 25 جويلية كانت انقلابا على الدستور و ان كل ما جرى بعد ذلك من قرارات و ملاحقات و اقامات جبرية و منع من السفر و مداهمات و تعيينات و اقالات هي كلها ممارسات خارج الشرعية و خارج القانون .
استقوى رئيس الجمهورية بأمرين اساسيين احدهما مؤكد و الثاني هو موضوع نقاش و توفر له شرطان ليفرض الامر الواقع .
اما الامر المؤكد فهو موافقة القوة الصلبة للدولة على اجراءات الرئيس و القبول بانها ضمن الدستور دون اثبات علمي و الامر الثاني موضوع النقاش فهو " المساندة الشعبية " و التي لا دليل عليها الا ما سمعناه من منبهات السيارات ليلة 25 و ما شاهدناه من مجموعات شبابية غير معلومة تتهجم على مقرات حزب النهضة ثم ما نراه من حسابات افتراضية تسحل الناس في اعراضهم و قد اضاف اليوم احد الاساتذة المساندين للرئيس ما سماه بسبر الآراء كتأكيد على ان الشعب مع الرئيس .
اما الشرطان فالمقصود بهما ضعف الطبقة السياسية و ذهولها في الايام الاولى و قبولها تحت عامل الخوف من القوة الصلبة للدولة بتأويل الرئيس للفصل 80 و سكوت القوى الدولية عن سوء التأويل لتذهب بحركة الرئيس نحو ترتيب المشهد و العودة تدريجيا الى المسار .
مطالبة الرئيس اليوم بالحفاظ على الشرعية او العودة اليها مجرد امنيات لن يلبيها الرئيس و لن يلتزم بها فلا داعي لذلك و لن يعرف اصلا كيف يفعل ذلك دون ان يتقهقر الى الوراء و في ذلك خسارته الرمزية .
مستقبل المعركة بين الانقلاب و الشرعية هو مستقبل الامرين المؤكدين و مستقبل الشرطين …حيث يكون الامران و الشرطان يكون الانتصار …لا حوار و لا والو .