جويلية 2021 هو يوم أسود شوّهت فيه الجمهورية مجدّدا بدأ ببضعة تحرّكات صباحيّة معزولة و محدودة وبعضها مشبوه قفز رئيس الجمهورية لإعلان الانقلاب على القانون في المساء ثمّ خرجت مزامير السيارات من شدّة اليأس للتهليل في اللّيل قبل خلود الجميع الى النوم فجرا.
مسرحيّة سيئة انتهت بأسطورة "الشعب يريد" لتركيز حكم شعبوي اعتباطي يدمّر ما تبقى من البلاد. هذا هو الخطر اللي دهم خلاص و سنتصدّى له و نهزمه ونعود للاحتفال بالجمهورية في عيدها.
كنت قد حذّرت من خطورة برنامجه و ورؤيته في الدور الأوّل للانتخابات الرئاسية و اعتقد انّني كنت على حق، ثمّ دعّمت التصويت له في مواجهة مرشّح الفساد في الدور الثاني و أعتقد انّني كنت أيضا على حقّ، ثمّ عارضته بشدّة عندما شرع في تنفيذ برنامجه الإنقلابي منذ سنة و الى الآن واعتقد انني لازلت على حقّ.
كم هو صعب ان تسعى وراء الحق في مجال سياسة البشر لان الحق ليس جامدا وعليك اللّحاق به دوما وهذا مرهق لأصحاب الفكر والقيم.
اصحاب العقول البسيطة و التفكير القبلي يرون في ذلك تقلّبا وقلّة ثبات لانهم ينساقون وراء أشخاص مهما فعلوا و مهما قالوا و يكرهون أشخاصا آخرين مهما فعلوا و مهما قالوا. فقراء العقل لا تهمّهم الأفكار و القيم.
وهو يقف بنعليه مساء فوق رماد المواطن المغبون الذي اضرم النار في جسده عند الصباح في ذات المكان و لم يزل اسفلت شارع الثورة ساخنا بالنار التي اكتوى بها الرجل، رئيس الجمهورية دون ذكر كلمة مواساة أو تعاطف واحدة يقول "انّه من حق الشعب ان يعبّر عن ارادته بكلّ حريّة". هل كان يقصد حرّية ذلك الرجل
في التعبير عن بؤسه باللهيب!!!؟ عجبي!