ما سمعته من كبير المستشارين في القصر الرئاسي عن الشيخة التي اعتبرها "مثالا يحتذى به في العطاء وفي الدعم وفي السخاء"، صحيح هو مقتطع من سياقه، ولكنه جدير لوحده بأن يكشف عن سياق.
ولا يهم كثيرا أن نتساءل اليوم وبإلحاح عن مآل العطاء الإماراتي والدعم الإماراتي والسخاء الإماراتي التي تكلم عنها مستشار الرئيس؟ ونتساءل متى ولمن أعطي؟ لمجرد أنه أعطي -فيما يبدو- باسمنا من الشيخة، ووقع تسلمه باسمنا.
فإلى أين ذهب هذا الذي استحق استحضار كل هذه العبارات معا، دعم وسخاء وعطاء؟ وفيم تمثل كل هذا الذي استحقت به الشيخة لقب "أم العرب" جميعا؟
ما هو ثابت من تصريح مستشار الرئيس هو أن الشيخة أمه هو، ومن يسكت عنه، وهنيئا له بها، وأما الشعب التونسي الذي شاركت نساء كثيرات في كتابة تاريخه الوضاء، فليس محتاجا إلى أمّ تحضنه، ولا يشرّفه أن تكون من بلد لا تاريخ له. ولا إسهام له إلا في التخريب والتطبيع.
إلا أن تسمية "أم العرب" وحدها كافية لكشف الكثير من الخيوط في انتظار الكشف عن الشبكة وإلى منتهى الشبكة، قبل الانقلاب وحتى قبل الانتخاب. أمّك وحدك. رفع القلم.