و هم يستمعون اليه بصمت و رهبة و كأنه الامين العام للحزب الشيوعي امام صحفيي " البرافدا" ..سأله سي لطفي العماري على استحياء : لماذا لم يقل رئيس الجمهورية انه ترشح على اساس تطبيق برنامج التصعيد القاعدي ؟ اجاب رضا شهاب المكي : على امتداد سنة 2018 كان قيس يجوب البلاد مع الشباب ركنا ركنا لتفسير الفكرة ...لم اكن معهم ...كنت في البحرين ..لكن اعرف ذلك...و اضاف بنبرة المنتصر : وقتها كانوا راقدين اش نعملولهم ؟ ( يقصد النخب و الاحزاب...لم يتفطنوا الينا نحن الاذكياء فباغتناهم سرا ) …
طبعا السيد رضا يعتبر ان اعلان البرنامج الانتخابي يكون قبل الحملة الانتخابية بسنوات في غفلة من النخب ( مرحلة الدعوة ) اما في الفترة القانونية للحملة كما في الديمقراطيات المحصنة و حين يبحث الناخب الواعي عن برامج المرشحين فيمكن ان يقال اي كلام لزوم المغالطة( مرحلة التقية التمكينية ) …
انا فعلا اتفق مع السيد رضا ان على النخب و السياسيين ان يتابعوا ما يجري حولهم بكل تفصيل و ليس ذنب قيس سعيد و تنظيمه انهم يتحركون في ساحة مغفلين ....لكن الامر ليس بهذه العبقرية ...ظاهرة صناعة قيس سعيد و تنظيمه ليست قدرات ذاتية من رضا و جماعته ...هذه قصة معقدة تتداخل فيها عوامل و مخططات متعددة سوف يكشفها التاريخ ....
الامريكان مازالوا الى حد الان يدرسون الظاهرة الترامبية و كيفية انتفاخها الغريب حتى وصلت البيت الابيض ...و يشارك في النقاش مختصون في الفكر و علم الاجتماع و النفس و الفلسفة و لكن يشارك ايضا في النقاش مختصون في مسائل اخرى اكثر دقة و خطورة …