سنجد أنفسنا جميعا نقبع وراء القضبان بقرار قضائي عسكري وتهمتنا " الكلمة"، بضعة حروف نشكلها ونعبر عنها خاطئة كانت او صحيحة تتلقفها المحاكم العسكرية لتصدر حكما متناسية بذلك أننا مدنيين ولنا قضاء مدني ومرسوم يكفل معاقبة من أخطأ وشتم وثلب من منظورهم، وحقه في " الكلمة" في الآن ذاته.
وماذا بعد ؟
هي نتيجة حتمية لمحاكمات عسكرية سابقة لمدنيين واقامات جبرية دون ملفات لدى القضاء وحجب للمعلومة ومنع الصحفيين من لقاءات وتوضيحات واعتداءات عليهم في الميدان والتضييق على عملهم وغموض في الرؤية .
وماذا بعد؟
اليوم يقبع اعلامي وصحفية في السجن ونحن من قمنا بثورة من أجل الحرية وقبول الإختلاف. لا أذكر في تاريخ تونس الثورة أن صحفيا او إعلاميا تم حبسه بآلة القضاء العسكري. من المفترض في بلد عاش ثورة ودعم الحريات أن يعتبر التضييق على الصحافة جريمة فما بالك بسجن بعضهم.
قد نختلف مع شذى مبارك وعامر عياد، ونختلف فيما قيل وما سيقال، لكن ما يحدث معهما فضيحة وجرم في حق الثورة لا يمكن السكوت عنه أو تبريره. إن ما حصل على خطورته يتجاوز التعسف في سجنهما وحرمانهما من حقهما الطبيعي في الحرية، إلى تهديد جدي لمهنة الصحافة.
وماذا بعد ؟
لم نسكت سابقا ولم يكمم افواهنا نظام الدكتاتور ودولة البوليس لنصمت اليوم أمام ما يحدث. اليوم شذى وعامر وغيرهم وغدا البقية.