أذكر أني كتبت مرة مقالا حول السيد النزيه جدا محمد عبو سنة 2013 لأشير ان الرجل يشكو من مشكل عويص يتعلق بفكره المتناقض والمزاجي والانفجاري . انتشر وقتها المقال بكثرة وكان عنوانه " عبو وإلاّ ما عبوش " ارسل الي السيد الديمقراطي جدا رسالة شخصية يهددني فيها بانه سيرفع امري للقضاء.
كنت وسأظل دائما احتقر اي سياسي يهدد كاتبا قال فيه رايا لا يرضيه بانه سيقاضيه.. اجبته وقتها مثلما اجبت غيره وجهوا لي نفس التهديد : أعلى ما في خيولكم اركبوها . الرجل انتهازي ويدعي النضال.
غادر الامانة العامة للتيار للفلكور السياسي المتعلق بالتداول على السلطة ليعود اليها بعد انتخابات مهزلة في مؤتمر حزب التيار تلك الانتخابات التي يحكمها كل شيء الا الديمقراطية عاد الى الامانة العامة ليكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية 2019 .
فالأمين العام للحزب قبل الانتخابات داخل التيار المهزلة ليس قدر مقام رئاسة الجمهورية مثل "عبو ولا ما عبوش ".. هذا الرجل المتخصص في القانون يشجع قيس سعيد على الالتجاء الى الفصل 80 في حين انه يعرف ان وجود محكمة دستورية هو شرط جوهري امام اي التجاء الى التدابير الاستثنائية .
هذا الرجل المتخصص في القانون يساند قيس سعيد حين يعتدي على الدستور ويقرر في غير ما يقتضيه الفصل 80 تجميد عمل مجلس نواب الشعب في جميع اختصاصاته وحل الحكومة ..
السيد عبو الرجل النزيه والديمقراطي جدا والنظيف جدا يساند الانقلاب ويدعمه . ثم بقدرة قادر يستفيق من غفوته بعد الامر 117 ويكتب نصا بعد نص للتحذير من مخاطر الاستبداد . هذا السيد القادم من زمن العائلة والقبيلة والتخلف يكلم رئيس الجمهورية بلغة سي قيس وكانه يخاطب ابن عمه وصديقا له .
هذه اللغة بشكل رمزي عميق اللغة العائلية الوجدانية المتخلفة هي التي تمنعه من اية قدرة على التجريد .. تمنعه من ان ينظر الى حزبه بغير منطق الملك العائلي فلا يعود الى الامانة العامة التي تخلى عنها لغرض في نفسه .
هذه اللغة ما قبل المؤسسة هي التي تمنعه من ان يكون سياسيا يكلم الرئاسة باسم الدولة لا باسم الشخص فيتجنب منطق انا احترم سي قيس . واجله واناشده بان يكون رئيس كل التونسيين وكل اللغة التي لا تزال تعيش وهم المناشدة والاستحثاث والنصيحة في حين ان الامر يحتاج الى المقاومة الصريحة بمنطق المعارضة ضد منطق دولة الاستبداد الموروثة ابا عن جد والتي ينتسب اليها قيس سعيد محتدا بعد محتد .
كيف يمكن للسيد عبو ان يتعلم النظر الى السياسة بلغة العقل والتجريد وهو العاجز عن اي لغة مؤسسية . يا سيدي من دفع بقيس سعيد الى الاعتداء على الدستور والقانون لا حق له بعد ذلك ان يتحدث عن الدولة ومقاومة الفساد ..
هناك انواع كثيرة من الفساد : هناك الفساد المالي، ولكن هناك الفساد الفكري والاخلاقي وهو اكثر فداحة . اعلم ايها الدكتور في القانون ان من يساند الاعتداء على القانون لا حق له بعد ذلك ان يتحدث عن القانون.
ولكن بيدو ان من درسوا القانون في بلادنا لم يفهموا من القانون غير بعض المعارك الصغيرة التي تتعلق بحسابات مع هذا المسؤول او ذاك ..بدعوى انهم فاسدون.
نصيحتي لك سيد عبو وانت الذي وعدتنا يوما بانك اعتزلت السياسة بان تعتزلها فعلا وحقا ..لا احد اجبرك على قول ذلك ..و لكن عملا بقولك ننصحك بان تذهب في حال سبيلك.وعدتنا يوما بانك ستعتزل السياسية اعتزلها.
لقد صرت عبئا على البلاد . فاحترم نفسك وغادر.. لم نعد نصدقك في صدقك وقد اكتشفنا ان الصدق عندك اشبه بالكذب ..فكف عن صدقك الذي يشبه الكذب مع العلم انك لا تقدر لا على الصدق ولا على الكذب فانت في كليهما مزيف.