لم يكذب وليد الجلاد حينما قال ان 80 % ممن نزلوا الى الشارع مساندة لحركة 25 جويلية هم من النداء واكد من باب الحجاج في الحوار " نفس الوجوه كنت اراها في اجتماعات النداء" . والمقصود بالنداء هنا غالبية مشتقات التجمع التي التقت في حزب النداء المنفلق وفي الحزيبات التي تنافست على ارثه في انتخابات 2019.
هذه الشرائح الاجتماعية السياسية التي عاشت واستظلت بالدولة ولا ترى انفسها بعيدة عنها لا تعتبر نفسها معنية بتصنيف الرئيس لكتلة الشر " هم" المعنية بالمحاسبة او انها تستبطن ذلك وتختار سلوكا سياسيا مواليا استباقا لاي شظايا محاسبة تطالها. يمكن للمتابع لكل نسخ سبر الآراء الاخيرة ان يتأكد من حقيقة مساندة واسعة للرئيس من القاعدة الندائية والدستورية وحتى قلب تونس وبشكل لافت.
خارج هذه الدائرة التجمعية تتأكد مساندة واضحة من كل الطيف القومي الحزبي بمختلف فصائله اضافة الى الوطد وبعض المنظمات الدائرة في فلكه. هذه الاحزاب تتعامل مع اللحظة التاريخية بمنطق " الفرصة" وتعول على قدرتها على الضغط بما تتصدره من مواقع اعلامية ونقابية وغيرها.
والواقع ان الرئيس لا يثق في المجموعة الاولى ولا في الثانية ويعول اكثر على تنسيقياته وقادة حملته التفسيرية. وهوية هذه المجموعة الثالثة غير واضحة وهي تستفيد من الغموض الذي يكتنفها لكن لا شيئ يمنع من امكان اختراقها خاصة من المجموعتين السابقتين . وهي تعلن انها روابط افقية او تنسيقيات لا رابط عمودي لها.
لهذه المجموعات الثلاث رهان على فكرة الفرصة (تعطيل الدستور والبرلمان وكسر موازين القوة القائمة للعشرية..) وفكرة تملك التغيير المنشود بتملك اجهزة الدولة والتلبس بالإرادة الشعبية بعد "استعادة" المبادرة (او اختطافها).
لا شيئ يوحي اننا امام تشكل لكتلة تاريخية جديدة فنحن تقريبا امام نفس المكونات الحزبية وهي لا تثق في بعضها كما ان رهاناتها الاجتماعية والسياسية متعارضة حد التناقض وان اتفقت في الخصومة والاطراف المراد استبعادها، بل استئصالها.