توه نحن نعاني أزمة في توريد الأدوية بسبب نقص احتياطي العملة الصعبة، ثم نواجه الحقيقة التي ينكرها الجميع: الحاجة إلى توريد الحليب بسبب إضاعة قطيع الأبقار، لكن هذه المرة لن تكون سهلة، تستطيع أن تطبع الدينار التونسي للطلبات الداخلية لكنك لا تستطيع أن تحوله إلى دولارات لشراء الحليب بعد أن جعلت المافيا كلفة البقرة أكبر من كلفة عائلة،
إيه ونسيت الزيت النباتي الذي ارتفع ثمنه من 800 إلى 1500 دولار للطن؟ ونسيت الفارينة لصناعة 80% من استهلاكنا الفاحش من الخبز الرديء حاشى نعمة ربي؟ (جماعة الماقرونة لا يعنيهم نقص القمح الصلب، يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم)، الآن، ولا أحد يحب أن "يكردينا" حتى في انتظار شوية الأورو من السياحة في الصيف كان كتب ربي وعاد الجزائريون، ثم يتوقف العمل مرة أخرى في المجمع الكيمياوي، روح الفلاحة والصناعات الكيماوية المصدرة، تهز ساق تغرق الأخرى، وتسأل تونس والدموع تخنقها: "على شكون نبكي، وعلى شكون نفرق دموعي؟"،
تسأل المقرضين، يقولون لك: "أولا: فيسع، نحي، نحي الدعم"، خلي إلي حج حج، وإلي عوق يعوق وإلا يتخذ وهم أكثر من 80% من الشعب، "ثانيا: بيع المؤسسات العمومية وكول حقهم، يشدوك عام كامل" ليتضاعف سعر الكهرباء والماء والنقل، وبالأمارة سيدي الرئيس: لا الزيارات الفجئية وخلع مخازن البطاطا ولا تسخير طائرات الدرون لتصوير زيارة مصنع حديد عندها علاقة بالموضوع، ولا حتى التقشف ولا زيادة الضرائب يمكنه أن يفض المشكل ولا التوسل إلى الأصدقاء،
وحدها السلم الاجتماعية واستقرار السلطة العادلة هي الحل، عندها تطمئن الفلوس إلى استقرار القانون والعدالة والفصل بين السلط تخرج من مخابئها في استثمارات تخلق الثروة: تعوضنا عن توريد الشلايك والجوكنغات وهذه القائمة الطويلة من الأشياء التي كنا نصنعها ونصدرها، وكانت تشغل الناس وتوفر للدولة مداخيل جبائية لكي تدعم الفقراء والأقل حظا، والله أعلم سيدي الرئيس،