لاحظت نغمة حزينة واحيانا مستاءة من انهاء اعتصام 17-18 والبعض ذهب الى حد التخوين ...والمزايدة ...سأقول لكم رايي كملاحظ خارجي ) جبان بالطبع لذلك لم اشارك في التحرك).
التحرك نجح نجاحا كبيرا ... وهذه علامات النجاح :
( 1) لقد كرس امرا سبق اثباته منذ يوم 10-10 وهو ان لمعارضي الانقلاب.
شارع ثابت ليس للمنقلب وصفه مثله ...وقد قدم المنقلب هدية كبيرة لمعارضيه من خلال الكعبتين قدام المسرح ..وخاصة بحضور رضا لينين بكل لحلوحه البرجوازي الصغير . يوم 17 كان يوم خجل الانقلابيين من انقلابهم في مقابل اعتزاز معارضيه بموقفهم ...(انتقلت عقدة النقص الى معسكر الانقلاب)....
(2) جمهور المعارضة رسخ الفرز على قاعدة الديمقراطية وقد حشر التحرك خصومه في منطقة ضيقة اما ان يخرجوا من منطقة الريبة (الجلوس بين كرسيين ) نحو معارضة صريحة اي الالتحاق بمواطنين ضد الانقلاب او الانكشاف النهائي كقوى غير ديمقراطية ...فرز عميق وواضح ...المنطقة الرمادية غير متاحة …في هذه المرحلة ...هذا مكسب جبار …
(3) تحرك 17 وما سبقه كرس حلا جذريا لمعضلة الاستئصال السياسي التي خربت كل التجربة السياسية التونسية منذ السبعينات ... يمكن التحرك مع الاسلاميين على قاعدة تعايش تحت سقف الديمقراطية وقد قدم الاسلاميون عرابين القدرة على المشاركة والتنازلات والتفاوض الديمقراطي ...وقد كشف خطابهم مرونة فاقت مناوراتهم زمن الترويكا …
هذا التواضع بناء ومنتج لنواة كتلة تاريخية مازلت تحتاج ترسيخا ...مع ملازمة الحذر ...(ضوء اصفر رفاف)…
(4) تحرك 17 قال بصوت عال وجهير هذا اوان وضع نص سياسي مؤسس للكتلة التاريخية على قاعدة التعايش الديمقراطي و اظن ان لجان الصياغة قد شمرت عن اقلامها ....وهو ما يعجز عنه انصار الانقلاب والمنقلب نفسه فالرجل ولد بلا نص وسيموت سياسيا بلا فقرة واحدة ...
(5) الخارج المراقب والموجود بالقوة لا بالرغبة سمع صوتا واضحا (نحن هنا) احك معانا يا سي الخارج ...الامبريالي ...نحن صوت الشارع ...فلا تسمع الصدى ...واذا حضرة جنابك مشغول (يا روح امك) بما بعد الانقلاب فنحن ما بعد الانقلاب العنوان الوحيد ....ايجا بريفاي والا ايجا جهرة ...وان لم تات ستكون هدفنا قريبا …
تحرك 17 نجح واسس للمستقبل وكما اختصرنا سابقا المرزوب لن يجد الصبر في الصيدلية …