سيدي الرئيس، توه بعد خمسة أشهر وعشرة أيام على الـ happening السعيد متاع التزمير 25/7 المطابق لـ 25 يوليو عند الأصدقاء القوميين، استباق بيوم واحد للـ happening المقدس لطلوع شمس الزعيم الخالد 26/7، تبدو حياتنا أسوأ، أكثر غموضا وإثارة للمخاوف، فنعود إلى السؤال الأصلي: "يعني لما كنت تنوي قلب الدنيا على رأس من فيها، يجب أن تكون قد فهمت أسباب فشلهم وأعددت بدائل لمن ستنقلب عليهم وحلولا لما فشلوا فيه" لكي لا يصبح العالم أسوأ مما كان عليه،
احتجت إلى ثلاثة أشهر لصناعة حكومة موظفين شعارها "ما شاء الله"، أقمت شرعية الـ happening والتزمير على الفساد والقروض الفاسدة؟ أيه؟ لماذا نبحث الآن عن القروض المذلة في الشرق والغرب؟ أين منح الخليج وقرض الجزائر؟ من أين ستدبر 20 مليار دينار لهذا العام؟ أمورك؟ أيه وتوه الحل؟ إن العالم سيدي، يقترض مليار دولار لكي يجعل منها مليارا ونصف مليار دولار وليس لكي ينفقها على استهلاكه اليومي من أجور وفوضى عمومية،
ثم، إن الاستسلام لإغراء فكرة خلط القضاء على الإسلاميين بوعود الرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية هي خدعة كل حاكم عربي للبقاء إلى الأبد في الحكم، إنما لم تخلق أبدا سعادة أي شعب عربي، بل فقط جراحا اجتماعية لا تندمل، كان الراحل السادات درسا لها، ومن مكاني المهني أعرف أسرار خدعة هذا الخلط،
توه نحن اليوم سيدي، ليس عندنا زيت ولا سميد ولا أدوية ولا مستشفيات محترمة ولا تعليم جيد ولا نقل عمومي يستحق اسم المرفق العمومي وليس لدينا حقوق إنسانية، بل غموض وتداخل بين سلطات سيادة الرئيس وسلطات القضاء الشرعية وسلطات البوليسية وتوتر واحتقان اجتماعي (ولا إعلام عمومي يليق)، وقريبا لن يكون عندنا شيء لأننا تعودنا خنق الإنتاج المحلي وإطلاق أيدي التوريد العشوائي والكونتارات في الموانئ الذي يقتل الصناعات المحلية دون أن يدفع ضرائب التوريد ولا حتى أجورا لموظفين،
لأن اللوبيات القديمة واحتكارات الاقتصاد التي تخترق الجميع بالعرض تعطل الاستثمار وصنع الثروة وكل أفكار ومبادرات الاستثمار وتمويله، فزدنا عليه العزلة الدولية بسبب "الحالة الاستثنائية" التي لم تقنع أحدا بمبرراتها أو حدودها أو مقاييسها أو حتى أهدافها، سوى أنها أنهت الحكم الديموقراطي فأوقفت تعامل كل الجهات المحترمة معنا بما فيه الإقراض المذل، كل الباقي هراء لغوي لا يثير اهتمام أحد،
حين ترسل إلى العالم إشارات على غباء وتلعثم سياسي فلا تتوقع غير التجاهل، ما لا يقال لكم هو السؤال الأهم عند المقرضين أيا كانت نسبة الفائدة: "من يضمن لي أن استرجع فلوسي وفوائضها؟ من يضمن لي أن تبقى في السلطة في ظل هذا الوضع الذي ينذر بالخوف والجوع والفوضى؟"،
سيدي، لا حاجة للحديث عن أي تفاوض محتمل مع صندوق النقد الدولي حول الإقراض في ظل هذا الوضع، ليس هناك حديث أصلا، من الأفضل أن نبدأ بقول الحقيقة للناس. وهي أنه لا أحد يثق بنا، لأننا انقلبنا على النظام الديموقراطي دون مبرر وخصوصا، دون أن نقدم له بديلا، لا تحدثني سيدي عن الاستشارة الشبابية أو العمومية وهذا الفلكلور الذي لا يقنع أحدا، كلنا نعرف أنه فولكلور، اعطني مبرر ا واحدا للرقص معك وأنا أغرق ولا أجد الزيت والخبز والسميد، قريبا يوجد البنزين لكني لن أقدر عليه حين يصبح بـ 2.7 دنانير،
الآن، لم تعد القروض المذلة هي القضية، بل القبول بتجميد الأجور والانتدابات مقابل ذبح 80% من الناس بالارتفاع المشط للأسعار الذي سببه الأول انهيار الإنتاج والخدمات، عجز الميزان التجاري، انخفاض متوقع لقيمة العملة، تضخم مستورد، خروج مشط للأسعار عن السيطرة، فقدان متكرر للمواد الأساسية للعيش وأغلبها مستورد، هذه ليست استنتاجات سياسية معادية، هذه نتائج اقتصادية لا شك فيها،
أصلا، أنت في الـ happening متاع 25/7، إذا لم تكن عندك حلول اقتصادية، غير الخروج بالرشكلو لخلع مخازن البطاطا أو تسخير شركات التصوير السينمائي بالدرون والمعدات الرئاسية الثقيلة، لماذا عملت كل هذا؟ على ماذا كنت تعول أصلا؟